نصوص أدبية
صادق السامرائي: أعْوامٌ تَوالَتْ!!

أعْوامٌ تَوالَتْ!!
صادق السامرائي
**
تَدورُ بنا وأعْوامٌ تَوالتْ
وأعْمارٌ بماضِيَةٍ تَوارَتْ
*
فَحَوْلَ الشمْسِ مَنهَجُها سَريْعٌ
بإهْليجٍ تَحَـــــــــرُّكُها فدَارَتْ
*
وإنْ سَكَنَتْ يَموتُ الخَلقُ فيها
وعَنْ حَـــرَكٍ إذا يَوْماً تَوانَتْ
*
مُقيَّدةٌ بأفْــــــلاكِ افْتِراسٍ
تُراقِبُ عَثرةً أنّى أصابَتْ
*
فأرْضُ وجودِنا رُعُبٌ طَواها
وأجْـــــــرامٌ تطارِدُها فَخافَتْ
*
مُحَرَّقةٌ بشَمْسٍ ذاتِ نارٍ
فما هَدَأتْ ولا عَنْها تَصادَتْ
*
تُلازمُها وتَخْشى مِنْ صُدودٍ
إذا انْطفَأتْ عُيونُ الشَمْسِ ماتَتْ
*
وإنّا في حَواضِنِها حَيارى
إذا اضْطرَبَتْ مَداراتٌ تَهاوَتْ
*
كأنَّ وجودَنا وَطنٌ حَريْقٌ
وإغْراقٌ بهِ الأنواءُ حارَتْ
*
تُلازمُنا النوازلُ والبَلايا
وتُفْرينا بأفْواهٍ أرادَتْ
*
وإنَّ تُرابَها أضْحى عَدوَّا
وغَدّاراً يُباغِتُنا بكانَتْ
*
تشدُّ جُسومَنا نَحْوَ انْدِثارٍ
وتَبْلعُنا كما رَغِبَتْ وشاءَتْ
*
فما مَعْنى مَسيْرٍ فوقَ تُرْبٍ
يُعَثِّرُنا بأشْراكٍ تَرامَتْ
*
مَواطِنُها بها الأحْقادُ صالتْ
ومِنْ قَرَفٍ بها كُلٌّ تَلاحَتْ
*
أسيْرةُ دَوْرةٍ في جَوْفِ حُوتٍ
فَما بَصَرَتْ ولا عَنها أشاحَتْ
*
تُعَللها الخَلائقُ بانْطِلاقٍ
وتَدْعوها لمُرْتَحَلٍ فحارَتْ
*
كأسْرى في مَرابِعِها وإنّا
تُصَفِّدُنا النَوايا ما اسْتطاعَتْ
*
عَزائِمُنا مُعَطلةٌ ونَلقى
مَعاذيراً لحاديَةٍ أرابَتْ
*
عقولٌ في تَجاهُلِها اخْتِذالٌ
وتَهْويلٌ لشائِنَةٍ أكادَتْ
*
سَحائِبُ عُمْرِنا سَكبَتَ حَياها
ومِنْ ألمٍ بها نَزَفَتْ وجادَتْ
*
خليلُ الروحِ ما نَبَضَتْ قلوبٌ
أقمْ فيها إذا غَضِبَتْ وقاسَتْ
*
وجابِهْ عُسْرَها فاليُسْرُ حَتْمٌ
ولا تَيْأسْ إذا شَنِأتْ وخانَتْ
*
أُحاورُها وعينُ الروحِ غَرْقى
وخَدٌ في أخاديدٍ تَطامَتْ
*
ولا أدْري لماذا أشْتَكيها
وقد حَكمَتْ بما أقْضَتْ فَجارَتْ
*
يُسائِلني تُرابُ البيْنِ عَنها
ويَخْدَعُني بأنْيابٍ تَبارَتْ
*
ومَنْ عَرفَ الجَوابَ نَجا بصَمْتٍ
فَكمْ بَرَزتْ لأحْبابٍ تَشاكَتْ
*
وإنّ النَفسَ تُربَتُنا سُداها
ومِنْ تُرْبٍ أرى نَفْساً تَعاطَتْ
*
ثَــــراها مُسْتَقيدٌ في نُفوسٍ
تؤجِّجُها عَناصِرُ إسْتحالتْ
*
فَصُنْ نَفْساً ولا تَحْقِرْ تُراباً
وإنْ نَزَقَتْ لعاجِلها تَصابَتْ
***
د. صادق السامرائي
1\1\2022