نصوص أدبية

محمد المهدي: رَجْعُ الرّحيل.. !!

رَجْعُ الرّحيل.. !!

محمد المهدي

**

سلام عليك أيها الرّاحلُ

مع نسيم الصبح..

بعدَ ليل كالهجير يَشوي السّهارى،

ويُسَجِّر أشواق المَسير

صَوبَ القمر الوحيد.. !!

سلام عليك أيها القريب البعيد،

أيها الرقيب..

المختالُ خلف الأفق الهروب،

المتواري بين أعشاب الغروب..

سلام عليك أيها الغريب..

الآتي من زمان مضى،

مُدْرجٍ بجراحات اليوم والغد اللّعوب.

الموشى بآلام النُّدوب..

تُسابِقك الرّيح لتُخبر بقدومك الأخير..

وتُحدِّثُك العصافير المهاجرة عن ذات المصير.

وأنت العارف بما قد صار،

وبما قد يصير.. !!

وها أنت وقد اشتعلتَ شيبا..

مُوفٍ على مُنتهى الرحيل،

وقد لَمْلمْتَ ما تَساقَطَ خِلال العُمُر

مِن نَزَق..

تُلقي اللّوم على عثرات الوقت الرّتيب،

وعلى الظُّلمة في رَدهات الصّمت المَعيب..

فهل إلى سفرٍ مُوجِع مِن مَزيد.. !!

سواء أَأنت الواقفُ أمام المرآة،

أم هي المرآة الواقفةُ خَلف ظِلك

الممتد منذ آلاف السنين..

ها أنت تُقلِّصُ امتداد الظّل،

وتَنائي المسافات بين الأحبة،

حينما تبتلع الأشواقُ كل الطُّرق،

وتَجثو الأحلامُ على عَتبات الزّمن..!!

أيّها الرّقيب البعيد..

لماذا نحن فقط..؟؟

نحن الموسومون بالشجن..

نحن المسافرون عبر الزمن.

نحن التائهون عبر المحن.

لماذا نحن فقط..؟؟

نحنُ المنذورون بالانتظار..

على رصيف العمر نَحمل حقائبنا،

ونُلاحق هذا القطار وذاك القطار.

أعيننا تُغادر المحاجر،

تغدو وتروح وقد أعياها المسار.. !

فتَنثني حَسيرة،

تُنبئُ عن ميلاد العاصفة،

الآتية من أغوار الذات النازفة،

و سراديب الأحلام الخائفة..

فهل كانت رحلتنا بعد كل هذا السّفر

المتعبِ سرابا هروبا،

يُلاحقُ حياة زائفة.. !!؟؟

***

محمد المهدي

المغرب – 29-03-2022

في نصوص اليوم