نصوص أدبية

اسماعيل مكارم: نصان عن الجرح السوري

بَلدي يَتعمّدُ بالنّور

بَلدي يَتعمّدُ كلَّ عام

بهذا النور الطالِع ِ من الشرقْ

بَلدي يَحمِلُ صَليبَه

ويُصَلي لأجل الجَميعْ

لم يَعُدْ يَعتزّ بعَدَد ِ السُيّاح

وجَمال ِ الطبيعَةِ

وبالصّبايا المِلاحْ

لقد نََسِيَ الفرحَ من زمان

ها هو يُجَهّزُ ضحاياهُ

فالتّنينُ آتٍ،

مُطالِباً

بأحسنِ ِ الصّبايا والشّبابْ.

أنا لن أبكيكَ يا وطني

إني أراكَ تجْمَعُ موتاكَ

في كلّ مَوسِم ٍ

ولكنّك تستجمعُ قواكَ من جَديدْ

وتشحَذ ُ إرادَتكَ

مُتحدّ يا هذا الموت.

بلدي يَتعمّد ُ بالنورْ

يَتطهر ُ أكثر من مرة

في العامْ

مُقدّماً على المَذبحِ

أبناءَهُ قرابينا،

مُؤمِنا بِقد سِيةِ الأرضِ ِ والحُريّه ،

مُضَحّيا عن البَشريةِ كلّها.

شاقة ٌوصَعْبَة ٌ

مُهمّتكَ يا ابنَ بَلدي

إنكَ لمُنتصِرٌ  يا "سيزيف"

إنكَ لمُنتصِرٌ بعدَ طول ِ صَبرْ.

لا يَستطيع الصّقيع شيئا

ضِدّ النورْ

ولا الرّيحُ ضِدّ السّنديانْ ،

ولا المُعتدي ضِدّ المُقاومْ.

إني أراهُ يُتابع المَسير..

ها هو يُتابع مَسيرَهُ نحوَ الشمسْ

حَقاً ..

إنهُ يُتابعُ مَسيرَهُ

نحوَ الشمسْ.

***

2020

.................

2 - قرأتُ..

قرَأتُ في كِتابِ العُصورْ

الحَق ُ سَيّدُ  الأشياء ْ

ولكن

لا تجعَلوهُ يَغيبْ

ونحوَ الشّمس ِ

استحِثوا المَسيرْ

استحِثوا المَسيرْ.

جَدّي هنا

زرَع َ الدّوارَه

أخي هنا

نَصَبَ شتلاتِهِ وغِراسَه

شعبي...

بالأهازيجِ، والصّبر، والرجولةِ ، والمُروءَة،

يتلو على الدّنيا

ميثاقا وإصرارا...

حثوا الخطى

يا إخوتي

غدًا سَوفَ يَطلعُ النهارْ

حثوا الخطى

فالشمسُ  بانتِظارْ

الشمسُ  بانتِظارْ.

***

د. اسماعيل مكارم

2018

 

في نصوص اليوم