نصوص أدبية

صادق السامرائي: هيَ الغابُ !!

بغابِ وجودِنا عَصَفَ الزمانُ

فأوْهَنَ شأننا وخلى المَكانُ

وحوشٌ في ضَراوتِها اسْتعارٌ

وقاسيَةٌ يؤجِّجُها احْتِرانُ

وأنْيابٌ مُكَشّرةٌ تَبارَتْ

يُسابقُها التوَجّدُ والشَنانُ

فهل سَئِمَتْ وأشْقَتْ مُرْتَقاها

إرادةُ أمَّةٍ أقادوها وخانوا

وما سَقَطتْ ولكنْ أوْهَموها

تَوابعُ ذِلَةٍ وَفَدوا وَهانوا

يؤلّمها التواصيُ باحْترابٍ

وتخْريْبٍ يُسانِدُهُ امْتهانُ

وكَمْ قُلِبَ الجَميلُ إلى قَبيحٍ

فسادَ رَذيلُها وطَغى المُدانُ

وما انْتَصروا إذا قَدِموا بعَوْنٍ

وأطماعٍ يُعزِّزها الهَوانُ

وتَضْليلٍ بمَظلَمَةٍ أصابَتْ

يُباركُها التَغنّمُ والضَمانُ

أراها في مَرابعِها تَجَلّتْ

بإشْراقٍ يُوهِّجُهُ البيانُ

وما انْكسرَتْ بتأريخٍ وسِفرٍ

كأنَّ وجودَها مَددٌ رِصانُ

ألا بعُصورِها زهوٌ وعِزٌّ

وما نَضَبَتْ إذا حانَ الأوانُ

تُقَلبُها الدُهورُ على هَواها

فتُعجزها ويَرْعاها الأمانُ

مُدَوَّرةٌ مُوَشَجَةُ بكَوْنٍ

مُخَلدّةٌ ويَحْفُظها اقْتِرانُ

إذا سَجَعَتْ على أيْكِ ارْتقاءٍ

تَراقَصَتِ الحَمائمُ والجِنانُ

رفيقةُ عِزَّةٍ بَلغَتْ ذُراها

مُتوَّجَةٌ يُكَللها الجُمانُ

تَمُرُّ بها أهاويلُ اعْتداءٍ

فَتَرْجِمُها إرادتُها العَوانُ

سَتَبْقى رُغمَ إجْحافٍ وظُلمٍ

بسامِقَةٍ يُشيّدها السِنانُ

هيَ الدُنيا ومَوْصولٌ هَواها

بأفْئدةٍ يُنَبِّضُها الحَنانُ

وما غُلِبَتْ وإنْ هُزِمَتْ بكَيْدٍ

بمَعْرَكَةٍ يُعَضِّلُها الجَبانُ

تَدومُ بنورِها أرْضٌ ومِنْها

بسلاّفٍ تُساقيها الدِنانُ

أراها ومْضَ إشْراقٍ بروحٍ

يُواصلها بباقيةٍ جَنانُ

فقل تَحْيا بأجْيالِ انْبثاقٍ

وواعدةٍ يخُاطِبُها الهِجانُ

مُصَفَّدةٌ تدورُ بنا بكوْنٍ

وفيضُ بهائِها وَقَدٌ عَيانُ

ليوْمٍ مِنْ تَباريحٍ وهَمٍّ

بهِ الأيّامُ مِنْ وَجَعٍ طِعانُ

سَنَرْقى رُغْمَ حاديةِ المَنايا

وكلُّ تليدةٍ منّا تُزانُ

هيَ الغابً التي فيها سنَحْيا

بهَزْبَرها وثعلبها تُشانُ

***

د. صادق السامرائي

9\4\2021

في نصوص اليوم