نصوص أدبية

لطيف القصاب: صديقي كمال

كان والده يبيع النفط في العربة الخشبية

كان يردد بصوت يجمع بين البكاء والغناء:

نفط، نفط، نفط...

وكنتُ ألعبُ مع كمال (الطوبة) و(البلبل حاح)...

كلّ صباح

وذات صباح

لم أر كمال في الطرقات كلها...

فعدتُ أجرُّ دموعَ الخيبة وأعوادَ البلبل حاح!

كم مرةً مررتُ على بيته المحبوس...

لكنّ بيته ما زال مقفلًا  بالسلسلة، ولا من مفتاح...

سألت الناسَ عن كمال، وأهل كمال

لم أحصل على جواب

طوال ثمانية أعوام...

أسأل ولا أحصل على جواب...

لم أكن أعرفُ أن كمال العراقي لم يكن عراقيًا ...

وكيف لا يكونُ كمال عراقيًا أيها العراقيون

كمال كان يتحدث البغدادية أفضلَ مني

كان ينثرُ الأريجَ بكلماته المصحوبة بلفظة (داد)

كان كمال أجمل طفل في بغداد!

لكنهم حرموا بغداد منه، وحرموه من بغداد...

لماذا فعل ذلك الأوغاد؟

هل لأن أجداد أجداد كمال...

كانوا يعيشون يومًا في خراسان...

***

لطيف القصاب

في نصوص اليوم