نصوص أدبية

عبد الامير العبادي: عدالةٌ

في الكونِ تتوزعُ الاجناسُ،

الأسرارُ مجهولةٌ،

مدنٌ ترابيةٌ ومدنٌ تتدثرُ بالثلجِ

وتسبحُ بالمطرِ

طيورٌ مواعيدها الغناءُ

ونسورٌ تفترسُ أعشاشَ السكينةِ

عيونٌ تشتري الجفافَ

رحلتها تخطها شرايينُ الآسى

تغادرُ ولا تتركُ إلا إنزلاقاتِ الطرقِ التائهةِ

رجالٌ يمرونَ في جُعَبِهم الاملُ

تأخذهم الجدرانُ تخفي بريقهم

رجالٌ لا يعلمونَ متى تأتي ذروةُ الأقدارِ؟

في المدنِ الطينيةِ لا خلودَ لبقايا

بصماتِ الاقدامِ

المدنُ الطينيةُ قلقةُ الاحلامِ

قصائدُ تكتبُ وتدونُ الواحاً

نظن أنها محفوظةٌ بعنايةٍ كونيةٍ

كتبتْ في نشوةِ الفيضِ

تنزاحُ في رسائلهم فواصلُ

تنبئنا لا نهايةَ لهذهِ الأرضِ

الكلُ يستذئبُ

تتشاجرُ ألوانُ البشرِ

مضطربةً سجايا غيرَ مألوفةٍ

لا نعرفُ دوماً سرَّ هذهِ السجالاتِ

غير أننا. نبحثُ عن مدوناتها

هذه التى تشظتْ ذراتٍ مستباحةً

للريحِ

هربَ حراسُ البواباتِ

تواعدوا على عودتهم

بعدَ إنكساراتِ الغضبِ الدخيلِ

*

كسالى ورثةُ هذه الأرضِ

مكسورةٌ الوانهم

التجاعيدُ تلازمُ سحنتهم

جذوعٌ ملتويةٌ

جذوعٌ تتشاجرُ وتتكسرُ بلا شفقةٍ

عراةٌ يرتدون السوادَ

والسوادُ عريٌ لا يخجلُ

لا يلفتُ الانظارَ

يتأبطُ أشرارَ دعاةِ السخطِ

هذا العارُ المتخفيُ

المتلبسُ أشواكاً مظلمةً

تمزقُ حتى تنهداتِ نسوانِ الحسراتِ

يا ضيمَ السنينِ

أما تأفلُ شموسٌ تحرقنا

ونحنُ الباحثين عن دفءٍ

تسلبهُ اضواءٌ من يشهرْ السيفَ

يرفعْ فوقَ الرماحِ أياتِ

عذابنا المستدامِ

النولُ يلفُ الخيوطَ

كي يستحيلَ عباءةً تخفي الاسرارَ

لكم قضمنا من أزمنتنا

نتسابقُ كي يدنوَ لنا بديلٌ آخرُ

ما أصابنا من نزغٍ أو رهابٍ

لن يلجمَ من صبرنا شيئاً

لظىً وشظايا جاءتْ بكلِ عاراتِ الدنيا

تتقمصُ أرواحنا

والسباتُ يمضي معنا دونَ إكتراثٍ

ياكلُ بواعثَ ثوراتِ الدنيا

متى يأتينا درباً يخترقُ الجبالَ انفاقا

***

عبدالامير العبادي

في نصوص اليوم