نصوص أدبية

أحمد ختاوي: شيرين كما عجب الذنب

تبا للطرق المعلبة

مرفوعة إلى روح شهيدة الواجب شيرين أبو عاقلة، التي سقطت برصاص الغدر.

***

ما كان عيسى في ذيل المهد

ما كان زكريا من بني ماثان1 أو من نسل داود

عبثا أو كبْتا

..أو من أسباط يهودا بن يعقوب على مشارف القدس

أو عدن ..

حيث نقر العفريت وحي الأناجيل والصحائف مكرا وغدرا

حين هوى القناص اللعين على جبين شيرين ..

ولا زكريا ولا كل الأنبياء والرسل

ولا حتى شيرين في ضوء قمر

سخرية قدر ...

ما كانت "مَدْين ".. يوما ما مهبطا للأنبياء والرسل

ولا فيافي شعيب2

ولا صوامع الذات اخترقت أسوار المبكى عبثا

ولا كان موسى يستسقي الفتيات

ولا كان ماء القراب مقصدا للزنا ...

تحت جدع النخلات عند احمرار وجنتي الاثنتين4

**

هي نجوى شيرين حين أمدت الدلاء للغرغرة ..

هي زفرات الباتول مريم تسقي محكمة الجنايات

عبر الطرقات المعلبة ..

ما كانت شيرين لترتوي من مياه العقبة ..

هي شيرين ..مبراة قلم

هي شيرين ودمها القاني شهادة نغم

كذب المنجمون ولو صدقوا ..

شيرين لؤلؤة في علم مسجى بلون صفد5

كذب المنجمون ولو صدقوا

في حيفا

في عكا في جنين6

في مدين الأنبياء ..

في كل المدن ...

هي شيرين بوابة قضية مفصلية ..

هي فواهة بركان

اليوم وغدا ..

لا تهرعوا أيها السحرة ..

قتلتم – غدرا -الأنبياء ثم أبو عاقلة

فأرديتموها شهيدة وطن ..

لا تهرعوا إلى الكهنة ..

في وجدنا لا تبلى ولا تكل شيرين

كما عجب الذنب7

خسئتم أيها الجبناء ..

شيرين وحي يسدى للثقاة والصالحين والأنبياء ..

ومنها في القدس و فلسطين ألف شيرين ..

***

كتب : أحمد ختاوي

البليدة في 11/05/2022

......................

هوامش

1- ماثان قبيلة من نسل النبي داود عليه السلام

2 - في إشارة إلى النبي شعيب عليه السلام

- 3 و4– في إشارة إلى قصة موسى عليه السلام وقصة الفتاتين ووالدهما والاستسقاء ..

5- صفد: مدينة فلسطينية

6 - في إشارة إلى مخيم حنين

7- تناص وتضمين لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:

أبو هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «كل ابن آدم تأكل الأرض إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب». قال - صلى الله عليه وسلم: «يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه، قيل: وما عجب ذنبه يا رسول الله؟ قال: مثل حبة خردل منه نشأ»، وقال أيضاً «إن في الإنسان عظماً لا تأكله الأرض أبداً فيه يركب يوم القيامة قالوا أي عظم يا رسول الله قال عجب الذنب»

 

في نصوص اليوم