نصوص أدبية

فاطمة بولعراس: عطش القلب

من ألف عام وقبل أن أصبح شيئا مذكورا

قبل أن يولد الزمن

ويستوي التاريخ  كاذبًا

كان هذا القلب يصدقك القول

ينتظر الخلق كي يتماهى في وجودك

كان ظمآنا

لا يعرف الماء

كان منزويا في مكان ما من الهباء

كان متناثرا في العدم

ينتظر رحمة السماء

وكان يحبك

يذوب في تفاصيل الفناء

القلب ظامئ يتحرق شوقًا لقطرة حب

لشهقة هواء

وكنت أكسير الحياة المختفي

كنت الغيث الذي يحيي الرميم

البعث الذي يعيد الرجاء

أجيئك من خوائي الذي أرعبني منذ صرختي الأولى

من موتي الذي لايراه أحد من ظلامي

 أجيئك من فنائي والعناء كي أبكي على كتفيك أضم راحتيك إلى قلبي الأصم أجثو أمام مصابك المدلهم بالدجى أشكو الضياع وأشكو الخواء حبيبي الذي علمني كيف (لا أكون) وكيف أنمحي في السكون علمني كيف أسخر  من وجودي وأصرخ من جنون حبيبي الذي غاب مثل الشمس مبتسما ومثل تمام البدر  في اكتماله ملوحًا بالبقاء حبيبي الذي لا يشبه  سوى النور في عليائه ويشبه النجم في  ارتقائه والبهاء حبيبي الذي تطهّر بمياه  الأقداس وزفته تراتيل أجراس المساء حبيبي النبيل حبيبي الجميل حبيبي الذي حلق في معراجه صفق بجناحه في الفضاء سلام عليك  حبيبي وأزكي سلام تحايا جنان تحبر فيها أنوار خلود تشيع الضياء.

***

فاطمة الزهراء بولعراس جيجل

في نصوص اليوم