نصوص أدبية
عقيل العبود: سفول السلطة

تمردت آلهة الخصب ذات يوم من أيام الحاضر القاحط، لتنذر بساتين الحياة، بأعاصير الموت، ولون الجفاف.
*
اختلط شهيق الفقر برائحة الدم، بينما انزوت قافلة الضياع عند بقعة أخرى من بقاع هذا العالم، لعلها من جديد تتنفس رحيق العمر.
*
هجعت بمشاعر الفزع، والنفور. راحت تشكو أوجاع غربتها، أعرضت خجلاً، يوم اصطفت جميع أضداد المحبة، وحلت في فضاءاتها صور الكراهية، والحروب.
*
أشاحت بوجهها أرض النماء، حتى تحولت أشجارها إلى هشيم تذروه رياح الهدم، لتحط بآهات مخاضها قسراً عند مهالك سياسات الطغاة، وقوانين سلطتهم المتردية.
*
ارتبكت أنفاس الوطن، وهجرت أنهاره قسراً، يوم صودرت جميع عروش الحضارات، بما في ذلك مسلة حمورابي، وقصور سومر بعد أن تحولت مرابع الجنائن المعلقة إلى حطام تعفنت أشلاؤه فيما بعد.
*
تضاءلت جميع مفردات السياسة، والثقافة، والدين، احتجت جثث الضحايا، حتى راحت تبث أحزانها بناءً على إشكاليات عالم مختل.
*
لاذ البؤس في محطة من محطات أرض النعيم، بينما قرر الفرات أن يذهب مسترسلا مع دوامة صمته الشجي.
*
غدت الدنيا شاجنة، ناحلة، تبحث عن شمس صباحاتها الغائرة، بينما ساحت الطيور مُغادِرَة ًأعشاشها بعيداً، بعيداً، بعد أن أصاب أنفاسها الوجل.
***
عقيل العبود