نصوص أدبية

اروى السامرائي: كاتدرائية الحرية

سأنظرُ من أعلى... لهؤلاءِ الحمقى

وأرمي التفاحةَ بين يدَيّ الأعمى

ملمسها... بين الأصابعِ مثيرٌ

استدارتها... انعطافها

انزلاقُ العطرِ فوق إِنحنائها

أعرفُ ذلكَ الشعورَ المنسي

فوق سواترِ الأضلاعِ

رغبةً تستفيقُ بأحشائي

تخرجُ الأفعالُ من جسدي

كالأفعى... تتلوى

بين الهواجس... والشهوة

تصعدُ الى الرأس

تجوبُ مغاليقَ الخيالِ

تزحفُ بين الأحرفِ والنقاطِ

كيف ستوصلني الخطوطُ إلى معنى؟

يتقاطعان... يتصلان

برجال الدين

بالمرابين... بالمقاولين

مندفعين في الشوارع

كجيادٍ مروضةٍ في مضمار التُقى

وملفوفةٍ برداءِ الورع والإيمان

يصهلون... يبتهلون

بالدموع.... بالتنهيدات... بالشتائم

حليقي الرؤوس للتزحلقِ للسلطة

افتح لنا يا إبليسُ جنتَكَ الرحبة

أبدأ بدفع الأموالِ كلُ حزبٍ بحزبه

وابعث لنا من اعوانكَ اسداً نوليه خليفَتَنا

يمتدُ فينا حكمه

يغرسُ مخالبهُ في الابدانِ

ومن بعده يستنزفنا شبله

ينشرُ جنده

جاعَ الأسدُ.... أكلَ طفله

صفقَ إبليسُ لفنه

وقال إني راحلٌ

ما عادَ لي دورٌ هنا

غلبني التلميذُ بظلمه

*

زوجةُ الأعمى تأكلُ التفاحةَ

وتتساءلُ من المنفى حيرى

عن ذلك المجدِ الدموي

الذي كدسَ القتلى

وحفرَ في وجوه الغيدِ

من الدمعِ نهرا

والأجنةُ من قبلِ مجيئها

تشكو اليتمَ

لِـمَ يغضبُ اللهُ من ثمرةٍ قطفناها؟

يا شعوباً اخترعناها

وأوطاناً بنيناها

أي أمنيةٍ فيك أضعنا

وأي أغنيةٍ فيك أَشعنا

لسنا وجودًا إِفتراضيًا

ولسنا بديلاً لأَحد

او كنا علاجاً مؤقتاً

لمشاعرَ كاذبة ْ

تاركةً جنتَها الخالدة

رافضةً ان تسمعَ

كلامَ الله

لتصنعَ الحرية

***

أروى السامرائي

في نصوص اليوم