نصوص أدبية

أحمد الحلي: لامُ اللقلق

لا تتوقّفُ الساعاتُ لحظةً

عن مثابرتِها

في إحصاءِ الدقائقِ والثواني

مُبديةً حسرتَها

على الوقتِ الذي يضيع

كذلك يتدفّقُ النبضُ

في شرياني

أُحصي أيّامي

فأراها من دونِكِ

فصولاً من دونِ

ربيع

*

كما في كلِّ مرّةٍ

حينَ يحتدُّ بينَنا خِصام

أجدُ نفسي أسقطُ

في هاوية

فيأتي من الأفقِ نسرٌ

يفردُ لي مكاناً

فوقَ الغمام

مفكّرةُ النهر

يحتفظُ النهرُ بدفترِ مذكراتٍ

يسجّلُ فيه وقائعَ يومياتِه ، وهو قد حرِصَ على تبويبِها وأرشفتِها، فهناك بابٌ أثيرٌ لديه يتعلقُ بالنزهاتِ التي يقومُ بها العاشقون على ضفّتيه ومواساته للمحزونين المهجورين منهم، وهناك بابٌ للأطيارِ وألوانِها وزقزقاتِها التي تحطّ على الأشجارِ وأفردَ باباً لصيّادي الأسماكِ وشؤونِهم وشجونِهم ومواويلِهم وقواربِهم وهناك بابٌ مغلّفٌ بالأسى والحزن يتعلّقُ بالفتيةِ الصغارِ الذين تهمسُ الجنّياتُ في آذانِهم فيغرقون فيه، كما رتّب باباً للأسماك والسلاحف والضفادع والسرطانات التي تجد مأوىً لها فيه وكذلك الطيور المائية ولا سيّما النوارسُ  بيد أن أكثرَ ما كان يتوقفُ عندَه ويستحضرُهُ البابُ الذي دوّنَ فيه وقائعَ زمنٍ مضى وانقضى يتعلّق بالنسوةِ اللواتي كنّ يأتينَ إليه زرافاتٍ لغسلِ متعلّقاتِ المنزل .

الثنائياتُ هي ما يُعطي

الأشياءَ قيمةً ومعنى

الطائرُ له جناحان

الميزانُ: كَفّتان

الحبُّ: طرفان

النهرُ: ضَفّتان

العملُ تُنجزُهُ يدان

فما للأرضِ لا يدورُ

في فلكِها

قمران ؟

*

لم يجد لقلقٌ

مكاناً يبني فيه عُشَّهُ

سوى رأسي

قلتُ: مرحى بكَ ضيفاً

قال: سأتنازلُ لكَ

عن اللام

***

أحمد الحلي

في نصوص اليوم