نصوص أدبية

عبدالامير العبادي: الهزيعُ الاخيرُ من الليل

أذيالُ الصمتِ

تتوغلُ قنديلاً يبحثُ عن بقاياهُ

كم هي جميلةٌ شعلةً

نجلسُ قربها

تضيئُ لي وجنتيكِ الساحرتين

وانتِ تتفرسينَ إنهيارَ وجعي

وما تبقى من تنهداتٍ

الشعلةُ تتلاشى آخرَ خيطِ نهاري

أغادرُ أحتمي بظلِ النسيانِ

*

ليسَ في قواميسي الارتدادُ

لي ثورةٌ من الحبِ تتعقبني

أجدُ ثمةَ مخبرٍ سريٍ يتلصصُ

كي يفسدَ آهاتِ وأرتعاشِ فيضِ الحبِ

*

لي هذيانٌ يتنقلُ معي

يبحثُ عن عتقهِ

ينزعُ أغلالاً أدمتْ معصميكَ

آهٍ يا شجرةَ عمري المستكينةَ

أسالُ اللهَ أنْ ينبتها في جنانهِ

لتكونَ مزاراً لملائكتهِ النبلاءِ

تعطي من فيضِ عبقها

كيفيةَ أصولِ الحبِ والوفاءِ

*

أنا لا أقلقُ الليلَ

ولن اكونَ للنهارِ موصداً

أخشى أنْ تعاقبني حراسُ السماءِ

أنْ تنكرتْ لفهارسَ تكتبُ ديباجاتِ

ألفيةِ الولهِ العذريِّ

*

تدغدغني سرائرُ النساءِ

أجمعُ ما تبقى من أسرارٍ

أنتفضُ أبددُ أعقابَ سجائري

أنتهي الى أوجاعٍ أبتهلُ أنْ أصرعَ

الزبدَ الذي يغطي البحرَ

ينتظرُ أطلاقَ سراحهِ

يعودُ ينشدُ معَ السواحلِ أغانيَ الحريةِ

*

يحسدني من لا يعرفُ مهنةَ الحبِ

وتحسدني نسوةٌ

يوهمهنَ سفري الغريبُ

أتركُ قواربي وأهدي مجذافي لآخرِ من احببتُ

*

كنتِ تجودينَ بكلِ شيءٍ

بخيلةٌ أنتِ بماءٍ ومطرٍ

وآنيةِ خمرٍ وحبرٍ من ترابك

قربيةٌ أنتِ من ندى الصبحِ

لصيقةٌ من سفرٍ لطفولةٍ

لعشِ حمامةٍ أو ثوبٍ لعاريةٍ

وزفةِ عرسٍ موالها بلا نايٍ

صارَ غريباً مأواهُ أغانيَّ الحزنِ والحنينِ

***

عبدالامير العبادي

في نصوص اليوم