نصوص أدبية

عبد يونس لافي: إدانةُ الشاعرِ للشُّعراء

أنا منذُ العامِ الماضي

لمْ أكْتُبْ شِعْرا،

لكنّي ما زِلْتُ الشاعِرْ.

أشْعاري يفهَمُها أطفالُ الحارَة،

أشْعاري حَبّاتُ الدَّمعِ المُنْهارَة،

*

أنا لن أكتُبَ شِعْرا

أو أسْمعَ ما قالَ الشُّعَراءْ،

لا أؤمنُ بالشِّعْرِ إذا بيعَ الشِّعْرُ

رخيصًا في مَدْحِ الأُمَراءْ،

وَتَناسى اۤلامَ الناسِ

وجوعَ الفُقَراءْ.

*

أنا قدْ طلّقْتُ الشِّعْرَ المَوْبوءْ،

طلّقْتُ اللا شِعْرَ ثَلاثًا،

هاجَرْتُ  وأَبْحَرْتُ ولكِنْ

في بَحْرٍ هادِئْ،

في بَحْرٍ يَتَضاءَلُ فيهِ الشِّعرْ.

أضرِبُ عَرْضَ الحائِطْ

ما قد قيلَ وقيلَ وقيلْ.

*

أمّا شعراءُ الحارة،

أكَلوني حَيًّا

صَلَبوني مَيْتًا

أكَلوني وَيْ

صَلبوني وَيْ

وَيْ وَيْ وَيْ وَيْ!

*

يا أَيَّتُها الطَّبَقاتُ السَّبْعْ

صُبّي غَضَبًا،

صُبّيهِ على الشُّعَراءْ،

كلِّ الشُّعَراءْ

إلّا الْغُرَباءُ تَمامًا في هذا العالمْ*

فهُمُ الشُّعَراءْ

والحَقُّ هُمُ الشُّعَراءْ.

*

أمّا أنتم يا شُعَراءْ

يا من أنتم في (لا أدري)

أشكوكُم أشعارًا،

باتتْ تشكو

تشكو منكم،

أشكوكُم أشعارًا قد مَلَّتْ منكم.

*

يا شُعَراءً كَثْرَةْ

لستم شُعَراءَ الكثْرَةْ،

فالكثرةُ تَلفِظُ قُبْحَ الأشياءْ،

والكثرةُ تعْرِفُ زيفَ الشُّعَراءْ،

والكثرةُ تعرِفُ أشياءً أشياءْ،

قد تكمُنُ خلفَ الأسماءْ!

*

إي يا شُعراءْ!

الكثرةُ لا تُخْدَعُ بالأَلوانْ،

بل تعْرِفُ سِرَّ الألوانْ.

***

شعر عبد يونس لافي

.........................

* الغرباء من الشعراء، هم غرباء الذات، ممن انصهرت ذواتهم بالذات الجمعية، وأحالوا أقلامهم مشاعل تضيئ الطريق للجميع.

في نصوص اليوم