نصوص أدبية

جاسم الخالدي: الطائر الذي حلّق ولم يعد

مثلَ نسمةٍ تتهادى

يرفعُ طرفَهُ

يلقي السلامَ

فتجفلُ الطيورُ:

لا سلام

إلّا في الأضغاثِ

*

يسيرُ مع نفسِه

لا يبالي

إن أمسكَ ظلَّه

أو صار وظلَّه شبحينِ

*

واقفٌ عند البوابةِ الأخيرةِ

ينتظرُ التحليقَ

نظرَ إلى أعلى النافذةِ

تذكّر ذلك الطائرَ

الذي حلّق ولم يعدْ

*

بعد عامٍ ونيف من الدمعِ

تذكّر أن عينَهُ

صارت قربةً مثقوبةً

وأن الماءَ لا يكفّ

عن الإنهطالِ

*

كلما تذكّر فتاتَهُ الأولى

وجد أمامَهُ

صورةَ المرأة التي تتشحُ بالسوادِ

وفوق رأسهِ راية الفقدِ

*

في كلّ عامٍ

يقفُ الحسينُ وحيدًا

يلتفتُ

فلا يجد خلفَهُ

إلآ بقايا كفّ

وراية

*

سألت مجنونًا؛

لماذا لا تجيدُ البكاءَ

قال غاضبًا:

لأني بكيتُ

ما يكفي

***

د. جاسم الخالدي

في نصوص اليوم