نصوص أدبية
ستار البياتي: أثر

ستينيون
طاقاتٌ ايجابيّةٌ
وتأَمّلاتٌ تفاؤُليّةٌ
وذِكرياتٌ كأنَّها الشّهْدُ
مَحْفورَةٌ في الذاكِرَة
تُعانِدُ النِسيانْ
ويَطْرُقُ صَداها في كُلِّ الأّزْمَان
**
ذكرى
على شجَرةٍ في المُتنزّهِ القَديمِ
المُقابِلِ لِلجامِعَةِ . .
حَتّى بعدَ أنْ تحوَّلَ الى مَطاعِمٍ ومَلاعِبِ أطفالْ
ظلَّ أولُ حرْفَينِ من اسْمَيْنا
مَحْفورينِ في الذّاكِرة
**
حُب
في مُفكِّرةٍ قَـديمَةٍ
بَقيَ اسْمُكِ مَحْفوراً
يَطْرُقُ في الذّاكِرةِ
الى الأبدْ !
**
بنت الجيران
في كِتابٍ أثيرٍ . .
منْ مَكتبَتي العَتيقَة
ظلّتْ ورْدَتُكِ الأُولى
نَديّةً مِثلَ الأوْراقْ
وأكْثرُ عِطْراً تَواقْ
لِتِلْكَ الذِكْرَياتْ
**
أثر
لَوْ تَتذَكّرينْ ،
يا نَدى الطُفولَةِ
في أوْلِ انْكِسارٍ بِعِلاقَتِنا
تَركَ عَلامَةً في يَديَ اليُسْرى
معَ الزّمنِ مُحيَ الأَثرُ
وظلّتْ الذِكْرى . .
عَصِيّةً على النِسْيان
**
علاقة قديمة
ضاعَ الكَثيرُ منَ السِّنينْ
لكنَّ العُمْرَ في السِّتينْ . .
لا يَزالُ مُفْعَماً بِالحَياةِ والحَنينْ
وَعِندَما التَقَيا مرّةً أُخرى بِالصُدْفةِ في وسَطِ الطّريقِ ،
بِعَفويّةٍ قَـرّرا اكْمالَهُ الى النِهايةِ
**
حنين
في هذا المَساءْ . .
بيَ رَغْبةٌ جامِحَةٌ لِلبُكاءْ !
لو ذَرفَتْ عُيوني دَمْعَها الرِقْراقْ
لأغْـرَقتْ السواقي والأَوْراقْ !
**
وفاء
على الرُغمِ منْ كُلِّ القَلَقِ والهَمْ
والأحْداثِ العَصيبَةِ والأَلمْ
لمْ أنْسَ تِلْكَ الحاراتِ القَديمَة
التي ضَمّتْني صَغيراً
وأصْدِقائي الّذينَ قُتِلوا غَـدْراً دونَ ندَمْ
**
صديقة
بَعْدَ عُـمْرٍ،
تَكالَبتْ عليهِ السُنونْ
شاهدْتُها صُدْفةً
تتَعكّزُ على سِياجِ سُلّمٍ
لكنَّها ظلّتْ ترْتَقي !
**
الحبيبة
في الحَياةِ . .
بحَثْتُ عنْها في كلِّ الأمْكِنةِ
وعلى الرُغْمِ منْ أنّني لمْ أرَها
ولمْ أجِدْها . .
لكنَّني وجدْتُ صَدى ذِكْرياتِها
أثَراً في كُلِّ مَكانْ
إذْ لاتَزالُ لمْ تُغادِرَ قلْبيَ حتى الآنْ !
***
د. ستار البياتي - بغداد
20/7/2022