نصوص أدبية

فاضل الجاروش: أرضي خضراء لولا أنْ

أرضيَ خضراء لولا أنْ

مَنعنا عنها الماءْ

*

الماءُ الذي يهرب مِنا

دون عَناءْ ، بل دون

أدنىٰ عَناءْ

*

لأننا لسنا كُرماء بما يكفي

لنبني له مَضافةً

تُشبهُ السد

*

ليبيتَ لَيلتهُ فيها

فيفيضُ الماءُ علىٰ السدِ

وضفافاً تَغرَقُ في المَدِ

*

ويموجُ الماءُ علىُ الشُطآن

ويُغني الطيرُ علىٰ

الأفنان

*

في مَشهدٍ لايعدُو حُلماً

في اليقظة أورثني

ألماً

*

فَضِفافي ماحِلةً مصفوفةً

بالشجَر والشجرُ

ينتظرُ النَهَرْ

*

والنهرُ يحتضنُ المدرْ

والـمدرُ ينتظرُ المَطَرْ

*

والمطرُ لايأتي أحياناً

والـحلمُ يبقىٰ بستاناً

*

فليس من المعقول

أن نبني سداً ونحن لم

نزَل في أول عشرين عاماً

من البُخلِ

*

وبناءُ مَضافةً للماءْ

تحتاج الىٰ أن نكون

كُرماء

*

اذن لامطرْ ولانهرْ ولا شجرْ

وذنبٌ عسىٰ أن يُغتفر

*

وندعو جميعاً دعاء المَطَر

من فوق مبنىٰ البستنة

لأن فيها حسنة

*

فمديرها أيجابي ويستقي

ويُغرِق الروابي

*

فنُسقىٰ غياثاً ونَجني الثَمَرْ

فلا فُراتاً يزور الفُرات

ولا دِجلةَ تشتفي

من كَدرْ

***

بقلمي: فاضل الجاروش

5/6/2022

في نصوص اليوم