نصوص أدبية
أحمد الحلي: شيءٌ من حتى

كنتُ في السابقِ
أستعملُ ذراعيَّ في الطيران
لكني فقدتُ هذهِ القدرةَ
حينَ اكتملَ
نموُّ الريشِ فيهما
*
يوماً بعدَ يومٍ
يتناقصُ الهواءُ من حولِنا
كم من الحنينِ
يجتاحُنا الآنَ
لدرّاجةٍ هوائية
*
منذُ أمدٍ بعيدٍ
غادرتَ مراتعَ صباكَ
وها أنتَ الآنَ
تقطنُ في حيٍّ مترفٍ
ولديكَ من كلِّ شيءٍ سبب
لكنكَ ، لن تستبدلَ
خطواتِكَ الحافيةَ
على ثرى أزقتِها
بسبائكِ الذهب
*
شجرتانِ
في باحةِ بيتِنا القديم
إحداهما تمتليءُ
بأعشاشِ الطيورِ
التي تزقزقُ وتصخبُ دوماً
والثانيةُ تفتقدُ إلى ذلك
ولكنّي أراها راضيةً بقدَرِها
وإن كان في نفسِها
شيءٌ من حتى
*
يبدو أننا لن ننجوَ
من هذا الإعصارِ العاتي
الذي انبثقَ
من عمقِ التأريخ
وما فتيءَ ينثُّ رمادَهُ
فوقَ أيّامِنا
***
أحمد الحلي