نصوص أدبية
جاسم الخالدي: لا كان عمري

ضيعتُ عمري في هواكَ ولم ازلْ
أهوى الضياعَ بفيءِ حبِّك راغِبا
*
مذْ أن عرفتَك صرتَ كلَّ سعادتِي
لا كانَ عُمري، إنْ وجدتَك غائِبا
*
اشفقْ عليَّ، فليس عندي حيلةٌ
إن غبتَ عنِّي، صار وجهي شاحِبا
*
أهواكَ ما مرَّ الزمانُ وما أتتْ
غِيَرٌ عليهِ مواجعاً ونوائبا
*
ارفقْ بقلبٍ راغبٍ بوصالِكمْ
خبرَ الهوى طفلًا وصاحَ معاتِبا:
*
يا منْ غفوتُ على ذراعِك دلَّنِي:
عمَّن وراء البابِ كانَ مُواربِا
*
بايعتُ ظلكَ ما حييتُ، ولم أزلْ
في بحرٍك حبِّك: ساحلًا وقوارِبا
*
هل ترتضي مثّلِي يعيشُ مغالِبا
أمْ ترتضيني للسرورِ مُجانِبا
*
أبدًا احنُّ إلى لقائِك ما حييتُ ـ
وما حملتُك فيّ جرحًا سارِبا
*
إنْ غبتَ عنِّي غاب بدرُ مسرّتي
وإذا حضرتَ غدتْ حصايَ كواكبا
*
ما نلتُ هذا الصبرَ إلّا أنَّني
ألجمتُ أفواهً وجلّتُ مَغاربا
*
عفوًا حبيبي لا تظنِّي ناسِيا
عفوًا حبيبي ما ظننتُكَ غائِبا
*
فينَا منَ الحُبِّ الشفيفِ قصائدٌ
أبدًا يردّدهَا الزَّمان عجائِبا
*
تُبديكَ أنَّ القلبَ صارَ مطوَّقا
وبأنَّ بابَ الدَّارِ صارَ مخالِبا
*
لكنِّما الأيَّام تعرفُ رسمَهُ
فإذا تهادى صرْنَّ نجْمًا ثاقِبا
***
جاسم الخالدي