نصوص أدبية

سعد ياسين يوسف: شجرةُ الماس

مُذْ رسموا وجهَك  بالرَّمادِ

وخُطتْ على الأرضِ جدائلُك،

قبابُ صدركِ الصَّاعدةُ في الأزرق

وأنتِ تنهضينَ من رمادِكِ

ماسةَ صبح ِ أرّقتْ " ابنَ أرطأة "

تُسرّحينَ جدائلَ الشَّمسِ

على أكتافِكِ العاريةِ البضةِ

تلفُ هذا الكونَ

تضيءُ ما تضيءُ من كهوف ٍ

لاتعرفُ الخيطَ الأبيضَ ...

وكلما اشتعلتْ في عينيكِ نيرانُ الخضرةِ،

واكتستْ نهاراتُك بها

كشفتِ عن ساقيكِ وأنتِ تنزلينَ صوبَ النَّهرِ

لتُسرجي لهُ شموعَ روحِكِ

على كربِ النَّخيلِ ...

وكم اشتعلت ِحين غزا الأزرقُ، الأحمرُ، الأسودُ

ماءَه ُ....

وداست حوافرُ الخيولِ ياسمينَ صبحِكِ

فهويتِ متكوَّرةً كمثلِ رداءٍ قديمٍ

وحين صحوتِ

كانَ صراخُك لوناً للفجيعةِ المُرَّةِ

وهي تُشْبهُ عيونَهم الحجريّة َ

وأنتِ تركضين طفلة ً شعثاءَ

بين ألسنةِ الحرائقِ

حتى تفتتَ طينُكِ

صارَعاصفة ً من غبارٍ

ولا صدىً لصوتِك المكلومِ

إلا أنينُ النخيلِ الذي فقدَ ظلَّهُ

.. وأنت تُشهدينه

والرَّاياتُ مرايا زائفةٌ ....

وهو يُطرق يُطرق، وأنتِ تُشهدينهُ

حتى انشقَّ قلبُهُ

عن جمارهِ الدامي  لتخضّبي وجهَكِ

وتعودي رماداً....

تَنزلُ من عينِ الصُّبحِ لؤلؤةُ  الحزنِ السَّوداءُ

تتدحرجُ فوقَ العشبِ لتخطَّ حروفَك ِ ....

تتقطعُ كلُّ خيوطِ سماءِ المدنِ،

تنهارُ منائرُ ....

وتحُطُّ عناكبُ العاصفةِ

ببابِ بيوتِ الضوءِ

يسْوَدُّ الخيطُ الأبيضُ،

لولا همسُ الطينِ ...

- رمادُكِ ماسةُ ضوءٍ ياسيدتي

فانبعثي ...

وتهادَي فوقَ النَّهرِ وتحتَ الجسرِ

وفوق القضبانِ المتكسرةِ في السَّاحةِ

وخُطّي أحرفَهم فوقَ ذراعيكِ

- وقولي هوذا اسمي .....

***

سعد ياسين يوسف

......................

* هو الحجاج بن أرطأة، من أبرز وأهم الذين تولوا تخطيط  بغداد مع المنصور ونصب قِبلة مسجدها وهو عربي من الكوفة حسبما ذكر الخطيب البغدادي .

في نصوص اليوم