نصوص أدبية

نزار الديراني: أنا ووطني في ميزان التجارة

من الشعر السرياني

شعر وترجمة: نزار حنا الديراني

***

عشرات السنين ...

وأنا أصنع من جبيني جسرا

للطائرات ....

والدبابات ...

وأجر برموش عيني ذكريات طفولتي

وقساوة الزمان

وأصنع من صدري موضعا

أدفئ فيه أيادي الطفاة ...

ورصاصات الأعداء

وأنا مطرود من بيتي ووطني

ولكن ! كلما كانوا يطردوني من الباب

كنت!! أتسلق أشعة الشمس لأتسلل من الشباك

وكلما ! كانوا يجردوني من وطنيتي

كنت أجبل قريتي بلعابي وأخفيها في داخلي

لتصنع منها حنجرتي مزمارا

يطبع على أوجه أولادي خريطة سفري

وأنا أتنقل من القرية الى المدينة

ومن الشرق الى الغرب ...

وكلما كان الشتاء يحل

كنت أعصر عيون الصبيات

لأزيل من الارض الجليد

ليخضر قلبي في أيام الجوع

وحينما يحل الصيف !!!

كانت قطرات دمي تؤجر دفئها

للرصاصات

علها تشل من حركة أقدامي عند الهروب

عشرات السنين ...

وهم ينزعوني من وطني

وأنا أزاوج الربيع

ليكتمل سر القربان المقدس

في أعين الصغيرات

وكلما كنت أجد رجلاي تتدحرج

كنت أصنع من قلقي عسلا

على شفاه الأطفال

عشرات السنين ...

وأنا مطرود من وطني بلا جنح

سوى الحب

أنتقل من مكان لآخر

وحين عجزت البحار من قئ الجثث

أرسلت وطني بدلا عني للسفر

لتسفك كبرياء عيناي

وتسقي بلاد الغرب

بالنفط ...

والدم ....

وعرق الجبين ...

***

23/1/2016

ديرابون – زاخو - العراق

 

في نصوص اليوم