نصوص أدبية

فراس ميهوب: أغنية الحب الأول

حبيبتي المتدفقة سحرا بين أخطاء اللغة، وعثرات الألفاظ الحانية.

النامية كطفل غفا في زمن الهدوء، وصحا وحيدا بعد رحيل العاصفة.

العسل الصافي، اندفاعة الوهلة البكر المرتعشة.

الحيرة بين قبلة اللقاء ونظرة الوداع.

الانتظار لضياء الصبح الباذخ، والانغماس بأفول الأمل في ليل السكينة.

أغنية الحب الأولى، ونغمة الناي الأخيرة.

الجلاء عن عالم القسوة والزحام الماكر إلى الصمت الجميل.

 رحيق الورد، وتنشق التراب للمطر بعد جفاف الأيام.

الحب الذي لا حب مثله، له احترقت أكباد المقيمين، وهفت أفئدة الراحلين.

صورة الحبيبة الضائعة في زحام الأيام، وصوت الأم المهدهد قبل الهجوع.

الاحتراق بشموع الانتظار، التدمي بسهام العشق، والغرق بدموع الرجاء.

اللطف اللانهائي قبل الغفلة، وداعة زمن الضجيج، جيرة حدود الألق.

الربيع بعد شتاء طويل، الصيف في غير أوان الزهر، صفرة خريف الجمال.

الصبيَّة التي ظلت في الجبل الشرقي، ورحل قومها إلى غروب الشمس.

الشيء الذي كان، وانتظار اللا شيء الغامض.

القلب الذي خفق، العين التي دمعت، والحلم الذي تفتح.

روح البرتقال، ملمس وجه التفاح الأحمر، ورائحة نعنع بيوت الأهل العتيقة.

الندى على دروب الحجر في القدس، وليلة غياب القمر بالأمس.

الأحبة وأفراحهم، خيباتهم وأحلامهم، ألبوم صورهم، وحنين أيامهم.

الياسمين الأبيض في الشام، زرقة الليلاس في شبَّاك الجيران، وأول أنوار الفجر في عين البحر الساجي.

الحبيبة والقريبة، الموعد الذي لم يأتِ، و اختناق البوح تحت الحناجر المثقلة بالأسلاك الشائكة.

الأم بلا أولاد، العائدة بلا بلاد.

الغياب بلا وداع، القلب المتصدِّع، والجسد المتشرِّد في عين الضياع.

ليت عيني مها سكنت ذاك المكان، وطيفها غادر بلا كلمات رثاء.

***

فراس ميهوب

30/08/2022

في نصوص اليوم