نصوص أدبية

قصي الشيخ عسكر: قصّتا لمحة

الضاحك

تفشت في المدينة ظاهرة جديدة

رجل من الصعب أن تقدّر عمره يقال بين العشرين والستين راح يضحك ولم يتوقف عن الضحك

كأنه يضحك إلى الأبد

لايأكل

لايشرب

لاينام

ولا يترك مكانه أو يتعب من الوقوف

بل يضحك ويضحك ولا أحد يعرف السبب

مرّت بالمدينة حالات فرح فانفعل الجميع معه وبدأ التذمر والاستنكار أوقات المىآسي فليس بمقدور أحد أن يوقف هذا الشخص الخرافي الذي يقف وسط الميدان فيواصل ضحكه الهستيري

فكر الجميع في حلّ حتّى يئسوا

وزاد من حيرتهم أنه بعد أن اتفقوا على أن يبنوا حول الضاحك مبنى لا منفذ فيه فينقطع عنهم صوت قهقهاته، ظهرت على بعد أمتار منه امرأة  تنهمر الدموع من عينيها

لا تنام

تصرخ

تعول

تبكي ولا تتوقف

وكانت مثله لا تغادر مكانها

ضحك وبكاء في الوقت نفسه لامرأة ورجل لايقدّر أي حكيم عمرهما ولا يدري أحد من أين جاءا

كان الجميع يخشى أن تظهر حالة أخرى ثالثة نادرة.. ظلّوا يفكرون، ويفكرون بالجديد الغريب الذي يمكن أن يأتي ولا أحد يحسب حسابا لههما حتّى نسوا الباكية والضاحك ولا أحد يلتفت لهما

لم يعد أحد ينتبه للضحك أو البكاء!!

***

قارئة الشواهد

لم تكن تحترف الفنجان من قبل...

كانت تصحب أيّ زبون إلى مقبرة المدينة  تستعلم منه عن اسم امّه وعمره كما يفعل قارئ الفنجنان أو الكف ثم تجعله يلمس بعض شواهد القبور فتخبره عما يخصه من زمن ماكان وما يكون.

تدعي أن زمان الكفّ ولّى والفنجان أمّا مايخبرنا عن الماضي والمستقبل فهو شاهدة القبر وقد صدقها كثيرون..

***

قصي الشيخ عسكر

في نصوص اليوم