نصوص أدبية

نزار الديراني: قصائد في حقيبة السفر

من الشعر السرياني المعاصر

قصائد قصيرة في حقيبة السفر

***

حين تهتزُ غيمةُ في السماءِ وهي حبلى بدموعي ...

ودمائي ...

تمطر مطرا أحمر

ولان هذه الدموع

وهذه الدماء مني

لذا تراها تستقرُ من جديد فيَ

فتملتئ عيناي من جديد

لتفيض خلفي بعد كلِ رحيل

لتبعدَ عني الشرَ

-2-

ولأن وطني هو في قلب الزلازل

ولأن أرضي حبلى بآلاف الجثث

وقادتي!!

ما أن يستفيقوا من نومهم حتى يذهبون

الى مفتاحِ القنابل ليهزوا المهود والأرض

لذا ترى سماء وطني في كل هزةٍ

تمطر أشلاءً ودماء

مرة يكون المطرُ أسود

وفي الآخرِ أحمر

وفي الثالث ... فآه من لونه الأصفر

دعونا نطلب من الله الرحمة

-3-

أيتها الأرضُ التي دارت مرة وشلت

لماذا لاتدوري لتعيدي الي الربيعَ

ألم يكونَ الربيعُ ربيعي

وتموز إلاهي

دوري ...

ليعيش شعبيَ كبشر

بعيد عن الحروبِ والتهجير

-4-

رغم إن الأرضَ أرضي

والتاريخُ يعبرُ من خلالي الى الحاضرِ

إلا أني اليوم بلا وطنٍ

فبيتي مبنيُ على الغيومِ

ولأن الغيومُ لا تشتهي السكون

لذا تراني حشرتُ قلبي وأحشائي في حقيبةِ سفر

معلقةُ بذيلِ الغيوم وهي تسير

وبنيتُ لنفسيَ بيتاً من المكعباتِ لاغيرَ شكلهُ

ليكن كشكل لساني مجرد أداة وصل

***

نزار حنا الديراني

في نصوص اليوم