نصوص أدبية

اسماعيل مكارم: وصلتنا رسائلك الطويلة

رسالة الى روح فقيد الشعر العربي

مرثية كتبت على أثر رحيل الشاعر الفلسطيني الكبير

سميح القاسم*

***

وصلتنا رسائلك الطويلة

وصلتنا قصائدك الجميلة

إلا أننا قصّرنا ونمنا

معتمدين على الرياض والدوحة ومدن الجزيره

علها تبني لنا جيلا رائعا يقوم بمهام التحدي والبناء والمقاومة

غير أننا  صُدِمنا

وفهمنا أخيرا أننا قد بلعنا الطعم

وصار الجُرحُ مؤلما وداميا وقاتلاً !

اليك هناك في بلد التحدي

اليك هناك في زمن التحدي

اليك هناك في الوطن المقاوم

اليك هناك، حيث السجن والسجان

والقهر والحرمان

والسياسي المساوم

اليك  هناك في قيعان الأسى الصلبة

اليكْ

اليك اعتذارنا

اليك قرارنا :

ألا نبكي

وأن ننهض من كبوتنا ونفيق من غفوتنا

فقد فهمنا

أن طائر الرعد قد صَبرْ

وأن طائر الرعد قد انتصرْ.

صباحُ الخير

يا نسرا

قد رحل عنا

ولكنه لم يرحلْ....

***

د. اسماعيل مكارم

31/آب / 2014

...................

يا نسرا سيعود يوما الى ذرى الكرمل والجليل، الى شواطئ غزة، الى بيت لحم، والى أبواب القدس القديمة.

عفوا منك يا صاحب الكلمة، يا من زرع للعروبة غراسا جميلة، وبنى في ديار فلسطين بيوتا للتحدي وليس للندب والنواح.

يامن رفع سيف المقاومة والتحدي ومشى يقارع ألوية الزيف وفرق النفاق الصهيونية التي كانت ولا تزال تنشر النفاق التاريخي وتكذب وتندب ذاك الماضي المزيف.

عفوا – نقول لروحك الطاهرة - رغم الجراح، ورغم  الظلمة القاتلة التي طالما امتدت من  شواطئ الأطلسي غربا الى دجلة والفرات شرقا.

عفوا نقولها لك معتذرين عن تقصيرنا هنا في منافينا في مدن الاغتراب، في دول البحث عن المدينة الفاضلة !

نعتذر منك عن قصر رماحنا وطول انتظارنا، نعتذر عن سيوفنا التي صدأت قبل أن يتم استعمالنا لها !

أقدم اعتذار جيل الستينيات والسبعينيات على تقصيرنا في بناء جيل يهزم الهزيمة، جيل ينحو الى المعرفة والبناء والتحدي!

فجاءت (داعش) و(النصرة) و(ألوية التوحيد) و(القعقاع) وغيرها من الأسماء التي عملت على تزوير منظومة القيم لدينا: في تاريخنا وتراثنا وحتى في وجداننا !!!

في نصوص اليوم