نصوص أدبية

علي الشلال: ضوءٌ للأيّام البعيدة

ما أبهى الرحلةَ

حين أرى الشجرَ يلوِّح أنهُ ذاهبٌ الى مدينتكِ ..

صرتُ أطمئِنُّ

مثل حقلٍ تصافحُهُ الريح على مهلٍ ..

صرتُ أجسُّ بحواسّي ما لا تصِله المسافة

وما لا يفتحهُ الهواء مِن رسائل النظرِ العديدة ..

في الصباحِ تهِبين حياةً جديدةً للنافذةِ

يستيقظُ عصفورٌ في حديقتِنا

يُغرِّدُ قريبًا منّي، في حكمةِ العصافيرِ التي تفتحُ بعينِها

ضوءَ الشمسِ والأغاني ..

يُغرِّدُ  بخجلٍ

ويضوعُ صوتُهُ هادئًا مثل قطرةِ ماءٍ تُصحّي ياسمينةً مِنّ نومِها.

قريةٌ تنبتُ في حقلِ رمّانٍ

بينما تُعجبكِ فاكهةٌ في الحديقةِ المجاورة ..

قريةٌ، سقفُها يكاتِفُ الغيم

وأرضُها هوىً يجمعُهُ جناحُ الربيعِ المسافرِ

ما زال يسكنُ داخلي، قرويًّا،

يحبُّ أرضهُ، ويتبعُ الحنينَ الذي يجرِّدهُ  ..

قرويٌ، يهمي كل صبحٍ مع السواقي

ويُشارِكُ ما في الأرضِ من شوقٍ ومن زرعِ.

يُغرِيني الآن هذا الطير، ويُعلِّمُني،

ألّا أحومَ بعيدًا عن بقعةِ الضوء،

حيثُ غيابكِ المترسّبُ،

يكتنفُ الأملَ ويبعثُني مِنّ جديد

***

علي الشلال

 

في نصوص اليوم