نصوص أدبية

نزار الديراني: البيضة

من الشعر السرياني المعاصر

شعر وترجمة: نزار حنا الديراني

***

البيضة ، هي التي تحمل الوجود

فلولا البيضة !!!

كيف لك أن تسمع صوت الديك وتحضن كل يوم مار بطرس1

لولا البيضة !!!

لكان المهد مجرد ألواح من الخشب اليابس

ولخلا المهد من سر الوجود ..

والحب ...

والأنسانية ..

وإن عجزت البيضة عن حمل الوجود

فباطلا هو عيد الفصح

ولتلاشى في الأفق ألوان قوس قزح

ولأختفت كليا من تزاوج ألوان البيض2 ..

والشعب ..

وضحكة الطفل ..

وسيخفت صوت الأطفال من البكاء والغناء

فلو كانت البيضة عاجزة ان تحمل الوجود !!

لما أخذ القلب والتفاح شكل بيضة

ولما غوى آدم بجمال حواء

ليترك ، نعيم الجنة

*

البيضة ! هي الولادة والانبعاث

وإن لا !!!

لكان باطلا عيد الفصح وسر القربان المقدس

ولما عاد تموز من العالم السفلي

لتتباهى الأرض بالخضرة والحب

ولما قرأ ششكلو3 سفر أينوما أيلش

ولما إحتفلنا بمسرحية كياسا في الكنيسة يوم العيد

*

البيضة دائرة

وإن لا !!

لما دارت الأرض وإعتكفت شمس السريان عن الشروق

ولما تقمطنا البداوة ونصبنا خيمنا كل يوم في جهة

ونحن نبيع في شوارع المهجر مهدنا وقماطنا

ولولا دوران الأرض

لما أستطاعت الحية أن تلدغ الأنسان من السرة

وتسرق منه  عشب الخلود

ليخلو المشرق من كلكامش وحبر مار أفرام وتوما أودو4 و...

نعم ... سيفرغ المشرق

من أحاسيس بولس بيداري وآغا بطرس وآشور خربوت و...

*

ولو لم تدر الارض

لما سفكت دماؤنا على أرصفة بغداد والموصل وكركوك و...

ونصبح غرباء في قرانا ومدننا

ونستمر بالرقص على ألحان شاذة من أجل زوالنا

ألا يكفي وعلى مدى 7000 سنة دماؤنا ولحومنا تتزاوج

لتحبل الارض ويولد لنا برعما صغيرا

ناديه بما تشاء من أسماء أجدادنا

الممتدة من سومر الى سورث

آلاف الأطنان من الأسماء وترانا اليوم نلصق أوصال أضلعنا لنصنع قطاراً ليكون إسماً لنا

***

.....................

1- مار بطرس: أحد تلاميذ المسيح الذي نكره حين صاح الديك

2- في عيد الفصح يلون المسيحيين في العراق البيض

3- ششكلو: رئيس كهنة معبد بابل

4- ادباء سريان

 

في نصوص اليوم