نصوص أدبية

زياد السامرائي: عن عناوينك

لا عليك أن تلومَ أحداً

لو حشّد لكَ عبارات نابية، الليل

وقذفكَ بها، كلما نأت معانيكَ عنه

اختطف عظامك البرد

مضى بك الإرث المشاغب

ونجى من فرحك الأسى

لم تكنْ تضاريسك هي الأخرى موجة تتهجى الريح

في هذي البلاد الملعونة

اذا ما حطّتْ ضحكتك الأليفة

واعترفتْ بسذاجتها، عند نهاية السطر

وهي تتلو خارطة آلامكَ وهواجسكَ

عباراتكَ الغامضة التي مزّقها الغبن

جرفت الأيام إشاراتها الجارحة

موسيقى شتراوس و هايدن وفيروز لم تعُد تهمُك،

ذخائر العمر الباهتة التي انحسرَ ايقاعها

لم تعُدْ هي الأخرى كافية للمضي إلى تيه جديد

كشفتْ أحلامك الشحيحة حقيقة واحدة

هي أنك ستضاف كرقمٍ صريح بين أقرانك

وان ما جنيته من كتابة قصيدة على أمل أن تقتفي أثرك

ما هي سوى أظلاف تحفر في أنقاض وافتراضات

ربما سينجيك السرّ الذي سافر إلى قلبك البعيد

الحبر الغامق الذي تركته ينتقم لك على طاولة الحياة

المدن المجاورة التي انطفأ فيها كل شيء

سوى ثكنات، تزينك بإشارة ماكرة

على بعد زهرة ميتة من جراحك

لا تسقط حيرانَ ....

لا تذُبْ في سُكرتكَ كالأبله

ابتسم على شغافِ الذاكرة والكذب والذل

والوعد الذي بينه وبين الجمال مسافة خبث

ابتسامة تختصر بها لوحة سريالية

لا تشبه ما اقترفه دالي من حماقات

ليبقى هنا الجدار مضاء  إذنْ

يعانقُ الفراغ،

متطلباتك،

رائحة الكلمات وعربدة القواميس.

النجمة النائمة تهتف من بعيد :

يحيا الحُبّ و قراءة الكفّ

ما لهذا الرمل من صروف

من أساطير وخيانات

من وحشة تهب المعنى زمناً آخر للعزلةِ

من ريح لاهبة عطشى تلهثُ

توقظ أبجدية كاملة للحزنِ

وفوضى تعبث بالخيالِ

ضراوة تجعلك تكابد حلما مُجنّحا

أو ربما واقعاً رثّاً

سيترك وراءه طوائفَ ممزقة وملوكاً صرعى.

***

زياد السامرائي

في نصوص اليوم