نصوص أدبية

وفاء كريم: خمسة وأربعون عاما

لا أحد يراك

وأنت تدخل الليل وحيدا

بكامل موتك..

تقلب ليلك على

جمر الحرير والمخمل..

تملأ رأسك بوسائد أنيقة

محشوة بالكلام..

تضاجع أشباحا عقيمة.. و

تهرب من قصيدة تشير إليك

بكل أصابعها..

الى قصيدة

مبتورة  الأصابع..

لا أحد يراك..

وأنت

تسحب اسمك من ظلال

أسمائهم..

وتبقى وحيدا..

تسند ظهرك

على ظهر

وحدتك..

خمس و أربعون عاما..

وكل يوم يمر ينهش نصفك

وحين ينتصف الليل يكملك..

ظلك المنقوع في

فنجان قهوة..

تارة تغمسه..

وطورا يغمسك..  ولا

تكتفيان

من المرارة..

ربما..

لن ترضى عنك البدايات

ولا النهايات..

حتى تنشطر

الى ألف ألف  قصيدة..

وتخرج من شهيقك الأخير

بنصف نبضة..

خمس وأربعون عاما..

وأنت لا تعرف

من أنت من

بين كل أقنعتك..

لا أحد يراك.. ولا..

خنجر يباغت توقعاتك

ويطعنك من الأمام..

لتموت وجها لوجه

امام  الحقيقة..

خمسة و أربعون عاما..

وأنت  ترفع صلواتك

للآهة..

تتضرع  لها أن تخرجك

من وهم  نبؤتك..

تتوسل لها أن توقظ حواسك

من نومها..

لعل الليل يغادر خزانتك

ويسحب الشمس

من ضفيرتها..

خمسة وأربعون عاما..

لم يحدث أن  اكتمل  العيد ليلة في

أحلامك..

وحين تدحرج القمر..

لم يعكس  شيئا

على مراياه

سوى دمعة..

ولا أحد رآها..

ولا احد رآك..

ولا أحد رأى كيف

شهدت الالهة..

أنك قد

صمت  لخمسة وأربعين عاما..

***

بقلم: وفاء كريم

في نصوص اليوم