نصوص أدبية

راغدة السمان: أناديك

إلى ابني رافي

رفائيللو....

كما أحبّ

أن أناديك

رافائيل يا ملاك الشفاء

باركني الله حين أنجبتك للحياة

وأعطاني اسماً قوياً

من حرّاس مملكة السماء

في ليلة من ليالي آذار

رذاذاً من حنين

عذوبة إحساس

تفتحت لها براعم الأزهار

فوق جميع الأشجار

يا ملاك الشفاء

حين أهمّ بنطق اسمك

تضحك الحقول

فتطير من بيادري أسراب

اليمام

ويظلل وجهي قوس قزح

ووشاح سلام

رفائيللو

يا ملاكي الشافي كم من مدن قطعتها

وشوارع مشيتها

كم من ليالٍ هشّمت واجهة الريح

وأنا أرتل تقاريظ وتسابيح...

وأنا أتلو أسفار العبور...

في ممرات الشقاء

شربنا حياة بائسة

عشنا ثالوثا مقدسا

في أقنوم واحد!

شربنا كؤوس مترعة

ونخب الشفاه الكاذبة

حتى الثمالة

كان لئيماً قاسياً عالمنا

لكنك يا ملاكي كنت مؤمناً

بأجراس الآحاد

وأنا أنظر بصمت في بحر عينيك

كان الأمل يغني

رغم دموع المآقي..

وأنت تردد: لا تبكي يا أمّاه

أيها الفرح الأخضر كالعشب

ياربيع قلبي

أنت رحيق الحياة وبهاؤها

أسير في ظلالك

أتبعك في تخوم دمشق

وحاراتها

وأبوابها السبعة

إلى محيط الجنوب العظيم

تنام من تعب

و ذراعي لك سرير

لم تصمت رياحنا العتيقة

ولم يهدأ قلق حبري يهادن القصيدة

وانت تشاكسني

مثل شقيّ صغير

تقمصّتني ..

تقمصت روحي وبدوت كأنك أنا

يا وتيني

يامؤنس الروح

ساغب فمي بالدعاء

ليحرسك رب السماوات

وينثر بركته صباحاً ومساء

***

راغدة السمان – سيدني / استراليا

 

 

في نصوص اليوم