نصوص أدبية

خالد الحلي: يومانِ أوهمهما الزمان

في يومٍ

من أيّامِ طفولتهِ

كانَ يقلِّبُ أوراقاً منسيّةْ

مُلِئَتْ بحروفٍ يَجْهَلُها

من لغةٍ لا يدري

هَلْ كانتْ ميتةً أم حيَّةْ

قال سأكْبَرْ،

أتعلّمُ سبعَ لغاتٍ أو أكثرْ

وسأبني بُرجاً يُشْبِهُ بُرجَ مدينةِ بابلْ

سأجيءُ بما لَمْ يأتِ بِهِ أحدٌ قبلي

مرّتْ تعدو السّنواتُ،

وصارَ كبيراً

شنّوا حرباً أحرقتِ الأخضرَ واليابسْ

عادتْ قطعاتُ الجيشِ،

وعافتهُ أسيراً

يستجدي النورَ بظلمةِ وقتٍ دامسْ

-2-

في يومٍ من أيّامِ كهولتهِ

كانَ وحيداً يستعرضُ

ما مرّ وراحْ

من سنواتٍ حبلى

بالأفراح وبالأتراحْ

يتمنّى أن يرجعَ طفلاً

أن لا يبقى كهلاْ

أنْ تُنْقذَهُ الأيّامْ

من كابوسٍ يطردُ ما يملكُ مِنْ أحلامْ

يندسُّ بغَفْوَتِهِ حينَ ينامْ

يتركُهُ يبكي

يتبعثرُ بينَ يقينٍ أو شكِّ

وتهبُّ رياحْ

لتخلّفَهُ شبحاً منسياً بينَ رُكامِ الأشباحْ

***

شعر: خالد الحلّي

ملبورن – أستراليا

 

في نصوص اليوم