نصوص أدبية

إسماعيل مكارم: أشعار دمشقية

ورفرفت من ذرى الجولان قبّرة ٌ

تبكي على حالها والدّمع ُ ينهمر ُ

*

إني أخاف ُ، هنا الفندالُ والتتر ُ

شِدّي الحزامَ ليبقى السّيفُ والحَجرُ(*)

*

أوصيكَ بالحذر الشديدِ يا بلدي

فبعد كارثة ٍ لا ينفع الحَذر

*

إني أتوقُ إلى رؤياك يا وطني

كما تتوقُ إلى الحقيقةِ الفِكرُ

*

إني أتوهُ بلا حِماكَ مُضطرباً

كما تتوهُ بهذا العالم ِ الغجَرُ

*

أهذه الشام ُ دارُ الخلدِ باقية

أم هذه الشام ُ دَرْبُ الخلدِ يَزدهِرُ؟

*

دمشقُ جنة ُعدن ٍ نحوها نحدو

والشرق ُ شاطئُ دفء نحوَهُ السّفرُ

*

والعز يَبدأ من دمشق َ تاريخُه ُ

أرضِ المروءاتِ، حيثُ البَدو والحَضَرُ

*

هنا الضياءُ...هنا السّناءُ والقمَرُ

هنا الجَمالُ ...هنا الدلالُ والسّمَرُ

*

هنا الهلالُ ...هنا الصّليبُ والكتبُ

والحُبّ يلقاكَ والتهليلُ والبَشرُ

*

يا شامُ، يا زينة َ الدنيا، أيا بلدا

يحلو لنا مِثلما للعاشِق ِ النظرُ

*

يا شامُ، يا عشقنا وحُلمَ أحلامِنا

أنّى نظرتُ بكِ التاريخُ والعِبَرُ (**)

*

أنا العروبيّ في العشرينَ أجدادي

ثارَتْ بَنادقهُم للأرضِ تنتصِرُ

*

لِميسلونَ تنادتْ نخبة النخبِ

لردّ بغي أسودُ الغابِ تنتشِرُ

*

وفا المُحبّ أيا شآمُ يَسري بنا

لا لومَ إن شاءتِ الأيامُ والقدَرُ !

*

طلبتُ ودّ كِ يا شآمُ مُشتاقا

أرضُ الجُدودِ لكلّ الناسِ مفتخرُ

*

فيروزُ والشامُ والحنينُ يَسرقني

نحو الطفولة ِ، حيث الكرمُ يُعتصَرُ

*

إني أتوقُ إلى رؤياك يا وطني

كما تتوقُ إلى الحقيقة الفِكرُ .

***

بقلم إسماعيل مكارم

....................

*) الفندال - قبائل متوحشة كانت تهاجم بلدات الفيكينج في شمال أوروبا وتدمر وتقتل. في الشطر الثاني من البيت الثاني المُخاطب هنا دمشق.

**) في كلمة أنى النون هنا فوقها تشديد.

كتبتُ هذه السطور في عام 2008 وقدمتها في لقاء للرابطة السورية في موسكو. دونت هذه القصيدة على وزن البحر البسيط .

في نصوص اليوم