نصوص أدبية

عطا يوسف منصور: ساءلتُ نفسي

حيرانُ في أيِّ المواجع أنكِشُ

وبها الجديدُ مع القديمِ يُعَرّشُ

*

كم نكسةٍ حَلّتْ وكم من حادثٍ

يُودي وربّي مَنْ يُقِيلُ ويُنعِشُ

*

يتدحرجُ الالمُ المُلِمُّ بخافقي

بين القوافي ظامئٌ مُتَعطشُ

*

حيرانُ لا أدري لأينَ مَسيرتي

ساءَلتُ نفسي والفؤادُ مُشوّشُ

*

حسبي هي الدُنيا أعيشُ ظرُوفَها

ورهاءُ تُغري والمُحِبُّ مُحَشّشُ

*

ومَدارُ عُمري في مَدارِ صُرُوفِها

يبقى وفي وهمِ الاماني أجرشُ

*

بلوى حَمَلتُ وقد كتمتُ أوارها

هي للجوانحِ كلُّ حينٍ تنفِشُ**

*

حيرانُ والاوجاعُ صِرنَ ملاعبي

أحواليَ الايامُ مِنها تُدهَشُ

*

عنْ أيِّ حالٍ يا نديمي بعدما

جِزْتُ الخُطوطَ الحُمرَ عنها أنبِشُ

*

وإذا أُعاتِبُ مَنْ أُعاتِبُ يا تُرى

وهناكَ من ناسي قوارضُ تَنهشُ

*

وإذا أُعاتبُ هل أعاتِبُ غاويًا

غِرًّا ومَنْ حولي أصَمٌّ أطرشُ

*

حيرانُ لا أدري وأدري أنّني

في ظلِّ قافيتي لأفعى أحرشُ**

*

والشدُّ ما بيني وبينَ خواطري

ومَدارِ شوقي في النجومِ أفتّشُ

*

وأرى الليالي لا تُجاملُ والمُنى

خسفًا وإنّ الحُبَّ جورًا يبطشُ**

*

هو دولةٌ وله شروطُ دُخولها

أحكامها اللاءاتُ وشمٌ يُنقشُ

*

لا حَقَّ في الشكوى ومَنْ يشكو لهُ

سوطُ القصاصِ ومَنْ بها يَتحَرّشُ

*

فدولةٍ أعرافُها مسنونةٌ

صبرٌ على دربِ المُتيّمِ يُفرَشُ

*

وعلى شروطِ الحُبِّ صِرتُ موافقًا

أملًا وفي صبري الجميلِ أُرتّشُ

*

لكنني أخشى إذا نطقَ الجوى

بينَ القوافي للشريعةِ أخدشُ

*

حُلُمي وفي حُلُمي أعيشُ ومُنيتي

تبقى وأبقى في السرابِ أُجمّشُ**

***

الحاج عطا الحاج يوسف منصور

الدنمارك / كوبنهاجن

الثلاثاء في 24 كانون ثاني 2023

.................

** تنفش: انتشر

** أحرش: أستثار الكامن

** الخسف: الذل والهوان

** جمّش: داعب وغازل

في نصوص اليوم