نصوص أدبية

صادق السامرائي: بها كون!!

بها كونٌ يُداعِبُني بهَمْسِ

وأحْلامٌ مؤجَّجةٌ بنَفسي

*

إذا نَظرتْ أباحَتْ عَن مُناها

وأدْمَتْ تائقا يُرْدى بلمْسِ

*

تَسامَتْ فوقَ عَلياءِ انْتِهاءٍ

بروْنَقِها أبانَتْ أو بمَيْسِ

*

شَمائِلُها مِنَ الأعْماقِ نالتْ

وكمْ سَكبَتْ مَفاتنَها بأنْسِ

*

أحاورُها بروحي أو بفكْري

وتَحْرقني إذا اقتربَتْ كشَمسِ

*

تُعلّمُني جَميلاً مِنْ ودادٍ

وتُهديْني وَميْضاً زادَ أُسّي

*

مُشعْشِعةً بأضْواءِ ابْتهالٍ

مُنغّمَةٍ بألحانٍ وحِسِّ

*

تَطوفُ بنا على أفُقٍ مُنيرٍ

وتُسْقينا مَباهِجَها بكأسِ

*

حَلمْتُ بها تُعانقني بليلٍ

وتَشفيني مِنَ الحُمّى بجَسِّ

*

كأنّ وجودَها برهانُ ذِكرى

تَهادَتْ في مَرابعِنا بخِلسِ

*

أطاردُها وقلبي مُسْتَهامٌ

وعَيْنُ الروحِ في وَجَلٍ ويَأسِ

*

أجوبُ مُروجَ حُبٍّ في خَيالٍ

وأمْشي دونَ إحْساسٍ برَأسي

*

لأنّ القلبَ مَنهوكٌ بنَبْضٍ

يُردّدُ إسْمَها مِنْ فجْرِ أمْسِ

*

لنا الأيّامُ أرْديَةُ ابْتهاجٍ

تُنادينا فنَنْسِجُها لعُرْسِ

*

وكمْ دارتْ وما خارتْ قِواها

فهلْ جَلبَتْ لنا طعْماً بدَرْسِ؟

*

مُعللتي بأحْلامٍ توارَتْ

تَمادى العُمْرُ في بُعْدٍ وتَعسِ

*

فلا بَقيَتْ بها صورٌ لِكانَتْ

وقد طمَرَتْ مَحاسِنَنا بتُرسِ

*

عَجائِبُ رحلةٍ في تيْهِ عُمْرٍ

أصيْبتْ مِنْ تلوّعِها بيُبْسِ

*

فإنْ حانَ اللقاءُ على ضِفافٍ

فهلْ نَجري إلى بَعْضٍ كخُرْسِ؟

*

أنامِلها تُخاطبُني برَمْزٍ

فأسْمَعُها وأبْصِرُها بحَدْسي

*

فيا ليتَ الذي خلقَ البَرايا

يُزيّنها بأطيابٍ ووِرْسِ

*

هيَ الروحُ التي ورَدَتْ كيانا

تُسَخّرهُ لإقدامٍ وبَأسِ

*

فما تَعِبَتْ من الإصْرارِ يوماً

ولا ظهَرتْ مُدثرةً بنُعْسِ

*

تُغادرُنا إذا انْطفأتْ قِواها

وترْنو نَحْوَ علياءٍ بخُنسِ

*

لها الأبْدانُ أوْعيةُ احْتِرابٍ

إذا اهْترأتْ تُخاصِمُها بدَعْسِ

*

ترابُ الأرْضِ يَأكُلها وتَحيا

بعيداً عن مَواطنها بعُنْسِ

*

مُطهَرةٌ يُنزهها مَعينٌ

ويُنْجيها ويَرْفِدُها بحُرْسِ

*

عَشِقتُ ضِياءَها والعمرُ وَمْضٌ

يُذكّرني بأيّامي وغَرْسي

*

أناديها وقلبي دونَ نَبْضٍ

أ بَعْدَ المَوتِ ما حَفِلتْ برجْسِ؟

*

سماواتٌ بها العُشاقُ تاهوا

وعرشُ الروحِ مَخبوءٌ بكُنسِ

***

د. صادق السامرائي

10\7\2022

في نصوص اليوم