نصوص أدبية

محمد جواد سنبه: أَنا وحِمَاري والحِزّْبْ

في عَصّْرِ يَوْمٍ بَهيْجِ اللحَظَاتْ.

شَاهَدْتُ حِمَارِي (أَبا الحَيْرانِ) كَثيرَ الابتِسَامَاتْ.

دَنَوّْتُ مِنْهُ وقُلْتُ:

حُيْيتَ (أَبَا الحَيْرانِ) وسُعِدْتَ في جَميْعِ الأَوْقَاتْ.

قَالَ (أَبو الحَيْرانِ):

وَ حَيَّاكَ يَا (ابنَ سُنْبَه)، يَا صَديْقِي في الحَيَاةِ والمَمَاتْ.

قُلْتُ:

مَا الّذِي أَفْرَحَكَ يَا (أَبَا الحَيْرانِ) ونَحْنُ في شَدِيْدِ الأَزَمَاتْ.

قَالَ حِمَارِي (أَبو الحَيْرانِ):

يَا (ابنَ سُنْبَه) لا تَثْرِيْبَ عَليْكَ... فَإِنَّ السَّعّْدَ آتٍ... آتْ.

قُلْتُ:

بَشَّرَكَ اللهُ تَعالَى بالخَيّْرِ والبَرَكاتْ.

أَلا تُخْبِرُني بِسِرِّ انْشِراحِكَ بهذِهِ السَاعَاتْ؟.

قَالَ لي حِمَارِي (أَبو الحَيْرانِ):

إِنّي أُخَطِطُ لِخَوّْضِ الانْتِخَابَاتِ في قَابِلِ السَّنَواتْ.

قُلْتُ: مَّهٍ.... يَا (أَبَا الحَيْرانِ)... مَا هَذِهِ السَّخَافَاتْ؟.

لَقَدّْ عَرِفْتُكَ كَيّْسَ الطَّبْعِ بَعيْداً عَنِ التَرُهَاتْ.

قَالَ لي حِمَاريَ الحَبيْبُ:

لا تَثّْريْبَ عَليّْكَ يَا (ابنَ سُنْبَه)؛ اصّْبِرْ فَلِكُلِ وَقْتٍ صَلَواتْ.

وَ استَمِعْ لِسَدِيْدِ القَوّْلِ بإِنصَاتْ.

قُلْتُ يَا حَبيبي يَا (أَبَا الحَيْرانِ)؛ إِنّي مُستَمِعٌ إِليّْكَ وَمَا عِنّْدَكَ فَهَاتْ.

قَالَ حِمَاري (أَبو الحَيْرانِ):

لَقَدّْ مَرَّ العراقُ بسِنيْنٍ مِنَ الأَزَمَاتْ.

عَانَى الشَّعبُ فِيها عَصِيْبَ النَّكَبَاتْ.

وَ قَرَّرتُ أَنْ أُسْهِمَ لأَرفَعَ عَنْهُ بَعْضَ العَقَبَاتْ.

قُلتُ يَا حَبيبي يَا (أَبَا الحَيْرانِ):

أَبْقَاكَ اللهُ تَعالى ذُخْراً لِكُلِّ العِراقِيّْينَ والعِراقِيَّاتْ.

لِتَكوْنَ لَنَا عَوّْناً لِحَلِّ المُعْضِلاتْ.

الآنَ... يَا (أَبَا الحَيْرانِ) أَخْبِرني بتَفّْصِيلِ الخَطَواتْ.

قَالَ لي حِمَاريَ النَّبيْهُ (أَبو الحَيْرانِ):

يَا ابنَ (سُنْبَه) إِصّْغِ إِليّ إِصّْغَاءَ الخَلِيْلاتْ.

فَالحَدِيثُ ذُو شَأْنٍ خَطيْرٍ كَثيرِ العَقَبَاتْ!.

قُلْتُ:

هَاتِ مَا عِندَكَ.... فَأَنَا سَميّْعٌ لَكَ وسَأُعْطيْكَ المُلاحَظَاتْ.

قَالَ حِمَارِي (أَبو الحَيْرَانِ):

يَا سَيّدَنَا يَا (ابْنَ سُنْبَه)؛

قَرَّرتُ أَنْ أُأَسِسَ حِزّْباً عَليْماً بالسِّيَاسَاتْ!!.

وَ إِنَّهُ حَتّْماً حَتّْماً؛ سَيَفُوزُ بالانْتِخَابَاتْ.

قُلْتُ حُييْتَ يَا (أَبَا الحَيْرَانْ):

بارَكَ اللهُ بِكَ عَلى هَذهِ الخُطُوَاتْ.

وَ مَاذا بَعّْدُ يَا (أَبَا الحَيْرَانْ)؟؟.

قَالَ حِمَاري العَزيْزِ:

سَيَكُوْنُ لِيَ العَديْدُ مِنَ النُوَّابِ والنَائِبَاتْ.

وَ سَيَكُوْنُ بِمَعِيَّتي العَديْدُ مِنَ العَسّْكَرِ والقِيَادَاتْ.

قُلْتُ يَا حَبيبي يَا (أَبَا الحَيْرَانْ):

هَلّْ أَجازَتّْكَ سَفيرَةُ اتِّحَادِ الولايَاتْ؟.

هَلّْ أَخَذّْتَ مُوَافَقَةَ السَيّدَةِ بلاسْخَارتْ؟.

قالَ لي (أَبو الحَيْرَانِ)؛ بَعدَما شَزَرَني بعَيّْنٍ شَديْدَةِ النَّظَرَاتْ:

وَمَا شَأْنِي بتِلْكَ الإِجَازاتِ والمُوافَقَاتْ؟.

فَأَنَا حُرٌّ في بلادِي؛ بِلادُ الخَيّْراتِ والحَضَاراتْ!.

أَنا ابْنُ مَنْ عَلَّمَ الخَلْقَ؛ كتَابَةَ الحُروْفِ والكَلِمَاتْ!.

أَنا ابْنُ دِجْلَةَ والفُراتْ؛ أَنا ابْنُ أَرضَ المُقَدَّسَاتْ!.

أَنا ابْنُ الثَّوْراتِ والانْتِفَاضَاتِ والانّْتِصَاراتْ!.

فَمَنْ ذَا الّْذِي يَمْنَعُني؛ إِذّْ أَقّْدَمّْتُ عَلى تِلْكَ الخَطَواتْ؟.

مَتى يَا (ابْنَ سُنْبَه)؛كُنّْا عَبيْداً لِلأَجَانِبِ والأَجْنَبيّْاتْ؟!.

قٌلْتُ:

يَا حَبيْبي يَا (أَبَا الحَيْرَانْ):

لا تَثْريْبَ عَلَيْكَ؛ فَأَنَا كَمَا تَعّْلَمُ سَليْمَ النِّيَاتْ.

وَ أَخَافُ عَلَيْكَ مِنْ شَرِّ البَليَّاتْ؛ وتَعَسُّفِ الحَاقِديْنَ والحَاقِدَاتْ.

أَكْمِلّْ حَديْثَكَ... أَجَارَكَ اللهُ مِنْ شَرِّ الحَاسِديْنَ والحَاسِدَاتْ!!.

وَ مَاذَا تَفّْعَلُ بَعّْدَ تِلْكَ الخَطَوَاتْ؟.

قَالَ لِيْ (أَبُو الحَيّْرانِ):

سَأَقُوْمُ بِمَا عَجِزَتْ عَنْ فِعّْلِهِ كُلِّ القِيَادَاتْ!.

وَسَأَقُوْمُ بِمَا لَمّْ يَقُمّْ بهِ كُلُّ الضُّبَاطِ والجَنِرَالاتْ!.

قُلْتُ:

أَكّْمِلّْ يَا (أَبَا الحَيْرَانْ)، فَتِلْكَ مُغَامَرَةٌ مِنَ المُغَامَرَاتْ.

قَالَ لِيْ (أَبُو الحَيّْرانِ):

سَأَقُوْمُ بانْقِلابٍ عَسْكَرِيٍّ مُتَعَدِدِ الصَّفَحَاتْ!.

مِثّْلُ انْقِلابِ (الزَّعيْمِ)؛ عَلى حُكّْمِ المُلُوكِ والبَاشَوَاتْ!.

فَأَنْتَقِمُ بالعَدّْلِ والإِنْصَافِ، مِنْ كُلِّ الفَاسِديْنَ والفَاسِدَاتْ!.

وَ أَنّْقُذُ شَعّْبَ العِراقِ مِنْ شَرِّ كُلِّ العِصَابَاتْ.

وَأُعِيْدُ للعِراقِ وشَعّْبِهِ أَيَّامَهُمّ المُزْهِرَاتْ.

فَبِصَرَامَةِ القَانُونِ، والحُكّْمِ بالانْصَافِ، سَتَسْتَقِيْمُ الحَيَاة.

وَسأَأْمُرُ الأَمريْكانَ بتَركِ العِراقِ مِنْ كُلِّ الجِهَاتْ.

قُلْتُ:

يَا نُورَ عَيْني يَا (أَبَا الحَيرانْ):

دَعْني أَحْثُو التُرابَ عَلى رَأْسي وأَلطِمُ الوَجَنَاتْ!.

فَسَأَفْقِدُكَ بلا رَيّبٍ ولا شَكٍ... فالشَّرُ آتٍ آتْ!.

فإِنْ انْتَصَرْتَ على الفَاسِدِيْنَ والفَاسِدَاتْ.

سَيَقّْصُفُكَ الأَمريكانُ بالطَّائِراتِ المُسَيَّراتْ!.

فَلِلأَمْريكانِ قَواعِدُ في العَديْدِ مِنْ المُحَافَظَاتْ.

فَهُمّْ الّذيْنَ خَطَّطْوا لنِظَامِ المُحاصَصَاتْ.

وَ بَقَاءُ النِّظامِ عَلى ذَا الحَالِ؛ جُزءٌ مِنَ الاتّْفَاقَاتْ.

الَّتي أَبْرَمَها الأَمريْكانَ مَعَ بَعّْضِ الزَّعَامَاتِ والقِيَادَاتْ.

سَيَجّْعَلُكَ المُحْتَلُّوْنَ مَثَلاً لأَفْضَعِ المُثِلاتْ.

وَيّْليْ سَأَفْقِدُ عَزيْزي، وقُرَّةَ عَيّْني في الحَيَاةِ قَبّْلَ المَمَاتْ.

وَيّْليْ سَأَفْقِدُ عَزيْزي، وقُرَّةَ عَيّْني في الحَيَاةِ قَبّْلَ المَمَاتْ.

***

محمد جواد سنبه

في نصوص اليوم