نصوص أدبية

صادق السامرائي: كأنَّ الأرْضَ!!

أ مِنْ وَجَعٍ إلى وَجَعٍ تَداهَتْ

وما هَجَعتْ ولا يَوْماً تَعافَتْ

*

كأنّ الأرضَ مِن وَقَدٍ تشظّتْ

ومِنْ غَضَبٍ على شعْبٍ أغارتْ

*

بليْلٍ جاءَ مَوْعوداً بشؤمٍ

وإمْعانٍ بعاديَةٍ تداعَتْ

*

نيامٌ دونَ إدراكٍ لمَوْتٍ

يُباغِتُهمْ كصاعِقةٍ أصابَتْ

*

أ يُعقلُ حادثٌ في جَوْفِ ليلٍ

يُحَطمُ أمّةً حَلمتْ فماتتْ

*

أديمُ الأرضِ يَمْضَغُنا كوحْشٍ

ويَسْحَقنا بأحْجارٍ تهاوَتْ

*

أ فينا مَوْطنُ الآهاتِ يُصلى

ونارُ وجودِنا لهباً تَعاطتْ

*

تُعلمُنا المَنايا بَعْضَ دَرْسٍ

ومِنْ غفلٍ نفوسٌ كمْ تَصابَتْ

*

هَجَعْنا أمْ ولجْنا دارَ بَيْنٍ

وما رَقدَتْ قلوبٌ واسْتراحَتْ

*

على أمَلٍ بهِ الإصْباحُ أدْرى

تَنامُ خلائقٌ شهَقتْ وغابَتْ

*

عَجائبُها أعانَتْ مُبْتلاها

ومِنْ عَجَبٍ على عَجَبٍ أناخَتْ

*

وفي لَحْظٍ مِنَ العُدوانِ ألقتْ

تَحامُلها على مِللٍ تَصادَتْ

*

أ ترْقبُنا الكواكبُ في عُلاها

وترْجُمنا كما رَغِبَتْ وشاءَتْ

*

عَليْنا مِنْ صَواعِقها هُجومٌ

يُزعْزعُ تربةً رَجَفتْ وكادَتْ

*

بَرايا ذاتُ أحْلامٍ بصُبْحٍ

تَردَّتْ في مَواضِعِها وخابَتْ

*

أسائلها وقلبي لا يَراها

أ هذا الكيدُ مِنْ نَفسٍ أساءَتْ

*

عَليمٌ فوقَ عَلاّمٍ كبيرٍ

أ يُعلمُنا بما جَلبَتْ وكادَتْ

*

أرانا نَحْوَ داهيةِ الخَطايا

تُسَيّرنا النوازعُ كيفَ رامَتْ

*

سَلوا بصَراً تَخطى قيدَ أدْري

وعانقَ عَرشَ أمٍّ إسْتدارَتْ

*

فهلْ بلغَ الخَليقُ تمامَ جَمْعٍ

وَهلْ جارَ الزمانُ فما اسْتفاقَتْ

*

تَدورُ بنا وما عَرَفتْ لماذا

وتَحْملنا مؤسّرَةً فجارَتْ

*

هيَ الأرْضُ التي منها أتَيْنا

تَخدّرُنا وتأكلنا فَدابَتْ

*

أ نعلمُ أمْ بنا غَفلٌ شديْدٌ

رغائبُنا تُعزّزهُ فكانَتْ

*

أ صارَ الليلُ عُدواناً عَليْنا

يُحَمّلنا عَقابيْلاً أبادَتْ

*

تُحاربُ خلقها أرْضٌ تردّتْ

بقاضيَةٍ بإرعابٍ فراعَتْ

*

كأمٍّ مِنْ كآبتِها تَشرَّتْ

تُقتل نَسْلها وبهمْ تَخابَتْ

*

ألا غَثيانُها أزْرى بحالٍ

فأطعَمَها بما حَمَلتْ وجادَتْ

*

سَمِعْتُ صُراخَها في بَحْرِ ليْلٍ

فأيْقظتِ الصخورَ وإسْتكانَتْ

*

لأحْياءٍ بلا نُذُرٍ أتتها

تُخمّدها بناياتٌ تَداعَتْ

*

وتَصْفعُها بهزّاتِ ارْتِدادٍ

وتَطْحَنُها إذا شنِئَتْ وغاضَتْ

*

سماءٌ دونها أرْضٌ حَميمٌ

بها نارٌ تؤجّجُها فهاجَتْ

*

كأنّ ربوعَها شُدّتْ بخَيْطٍ

تَواهى مِنْ عَواضِلها فغارَتْ

*

وإنّ الماءَ مِنْ نارٍ تأتّى

وإنّ لنارِها ماءٌ فراقَتْ

*

إذا المَوْتُ يَجْمَعُنا سنَحْيا

عَناصرَ رحْلةٍ فينا تفانَتْ

***

د. صادق السامرائي

18\2\2023

في نصوص اليوم