نصوص أدبية

حامد عبد الصمد: قريباً من السّياب

1- التمثال  ــــــــــــــ

ماذا افعلُ

لو كان التمثالْ

يتحدث عن سيرة صاحبه

أأقولُ لكم

ماذا قالْ ................؟

**

2- وجع ــــــــــــ

مازالتْ جيكور

تتذكر صورته الأولى

كان البدرُ .. بدشداشته البيضاء

يمشي

بين (بويب) وبين البيتْ

مثل حكاية حبّ

عن حزنٍ... مسرورْ

يمشي

ويدور... يدورْ

يتعثر في خطوتهِ

فيمدّ يداً

يتحسّس بعض الآلام:

ويصيح بأعلى صوتْ

ماما ...ماما

فتهبّ الجّدة مذعورة

ولدي

ولدي

يصح

يسمعُ جدّته يا ولدي ل اتخف الآنْ أنت صغير.. ولطيفْ

لن تأتي في دربكَ

خضرة (أم الليف) هي نائمة في البستان

وتخافُ تراتيلي

تخفْ الآن لا

لا تسقط ْ في النهر

أنت الأجمل

أنت الكنز الشعرْ -

تأخذه بالرأفة

بين رفيف الأغصانْ

وتعود الى البيتْ

_ نم يا ولدي نم

يا بدر هنا نم

احلمْ..

احلمْ...

يا ولدي...

لا تحلمْ الا في اجمل عمر أو أسعد وقتْ ....!

**

3- أحزان باب سليمان ــــــــــــــــــــــــــــــ

مازال السيابْ بالضوء الطالع

من باب سليمانْ

يحمل بين يديه سلالاً

من التمر

ورزمة اوراق (شبه كتاب)

منتظراً صاحبه سعدي

سيطلّ عليه

ويقرأ مرثية

لقرى ، كل حدائقها

ومباهجها

غارقة

في بئر النسيانْ

**

4- هامش ضائع ــــــــــــــــــــــ

مازال السيابْ

يمشي في طرقات تنبع ذاكرة

ويغني للفقراء

و وراء الليل النائمِ

كان على هامشهِ

يغلق باباً

يفتح شباكاً في بابْ

– يتذكر ..

ينسى .. يتذكر ثانية

ويغيب

وراء ظلال الماضي الملتفّ

بأزهار ذابلة

وتهاويل اساطير العشق الممنوع

في عبء الدرب الممتدّ وحيداً

– يتلّفتُ –

كم سنة سقطت ..؟

يتماسك ..ينطقُ باللغة العربية سأطلّ على الزمن القادم في شكل آخر

لا يدري الشعراءْ-

يستبدل وقفته

بالسير بأمطار .. وغيومْ

يدرك صوتاً عن بُعدٍ..

(تصفعه الريح الريح):

سترى وجهك في قطرة

يدرك صوتاً ثانية

جيكور هي المأوى

بين مرافئ وحدته

يعرف سرّ المشي على القدمين

المشية بصمات العينين

كانت تمريناً

لكتاب لم يفتحْ

ينشر عطراً بخشوع، لقصائد غربته

في كل مكان

**

5 - وفيقة

مازال السيابُ

حزيناً

في جيكورْ

يجلسُ في الدرب

وحيداً ..في وهج الرؤيا

ورذاذ الشعر على الشفتين

يسأل أين ..؟

يتذكرّ وجه وفيقة

ينظر للشباك - لابد لها ...!-

يتذكر..

يرسم كل ملامحها

يتأوّه

يبكي

ويضلّ طريقه ..!

**

6- اخت السياب

كان اسمها حياة

حديثها جميل

وقلبها

يشعّ بالحبّ النبيل

في زرقة الأفقِ

تصلّي للسماءْ

وتقرأ الفاتحة

لشاعر عبر مسافات الأسى

قد نضجت ثماره

وانتشرتْ زكية

من قلبه الرائحة

.......

كان أسمها حياة

لكنها

على مشارف الرحيل ..!

تحلم بانبلاجة الصباح

شوقاً

الى البدر الذي

يلمّ اشتات المنى

في صحفٍ هناك

وقد ترن في خلايا

روحه قصيدة

فوق تراب المقبرة

في لغة جديدة ....

.....!

كان اسمها حياة

تمشي بلا ارتباك

لكنها

تبحث عن رماد حلم

قد مضى

وظل في الف صدى

يفتح في صمت الحزانى العاشقين

توهّج الضياء

...................

حياة .. يا حياة

سيابنا مات

كوني كما شئتِ

وباركي الرحيلْ

مازال في الأصلابْ

سرّ الهوى

يولد ... لا يموتْ

لا تحزني حياة ... يا حياة

ها أنت ترحلين

نحو ذرى المجهول

في ليلة

تزحف للسراب

والريح في كل الجهات

تئنّ في أبعادها:

قد ماتتِ الحياة ...!

***

شعر: حامد عبد الصمد البصري

شاعر عراقي صدرت له خمس عشرة مجموعة شعرية وكتبت عنه أطاريه ورسائل جامعية وكتبت عنه دراسات وبحوث شاعر من أبي الخصيب

في نصوص اليوم