نصوص أدبية

بهجت عباس: فـياغـرا (قصيدة ساخرة)

(ظهرت الفياغرا في حزيران 1999

فكانت هذه القصيدة)

***

فـياغـرا تبـخـتري **وفَجـِّري في السَّـحَرِ

شـهوةَ شـيخٍ شـبقٍ** حـياتـُه فــــي السُّـرُرِ

وصـيِّـريـه مـَرِحاً ** مـِنْ بعد هـذا الكـَدرِ

وأنْعِـمي عَليـْه باللطـف ِ لـحـين المـَحْـشرِ

حـتّى تـَكـونَ عبْـلةٌ **تـلهثُ خلف عـنتَـرِ

وعـنـتـرٌ يـقـطــع أعناقَ العِـــدى بالبُــتُـرِ

لـكِنْ حبـيبُ العمـر مشـغولٌ بصيد الجنبري

ومـذْ دخـلتِ جـوفـَه** هـاج كـذئـبٍ أغبرِ

سـرقتِ مـنه خُـضْـرةَ العـين وحسنَ النـظرِ

فـلمْ يـعـُدْ يـُبـصِرُ فـي دنـيـاه غـيرَ الحَـوَرِ

حُبَيْـبَةَ العُمْرِ نَفخْت ِالروحَ في ذا المُهـتري

لأنـتِ حـقـاً حـبـةٌ ** زرقـاءُ مـثلُ البحَـرِ

صـافـيـة ٌكـخـمرةٍ ** ناعـمـة كالـدّ ُرَرِ

نـاطـقـة ٌفـصـيحة** ليـستْ بـذاتِ هَـذَرِ

لـكـنَّ فـي جـوفـكِ بـركـاناً شـديدَ الشـّرَرِ

يُـحـرِقُ كُـلَّ غـافلٍ**مـا لـمْ يكنْ في حذرِ

وقد يُـصابُ بالعـمى**من بَعد حـُسن البصرِ

وقد يـكـون قـلـبـُه** فـي دوْرة المـُحـتضَرِ

أمّـا إذا كان الحبـيـبُ مُـبتَـلــى بالسكّـــــرِ

إغــفاءةٌ عميقــةٌ**تـقـرضُ حبـلَ العُـمُــرِ

جـنـيَّـةٌ عـفـريتـة** انـطـلـقتْ مـن عـبقـرِ

نزلـتِ بـين مـعـشر**رجالـُهـمْ فــي بـَطـرِ

يـشكون في وَحدتهمْ **من فعلِ وقْـع الكـِبَرِ

أعـلامـُهمْ مـطـويـَّةٌ **سـيوفُـهم لـمْ تُـشْـهَرِ

وأرضُـهمْ جـَدْبـاءُ لـمْ تَشْـهـدْ هـُطولَ المطَرِ

ومُـذْ حَـلـلـتِ بـينهمْ** جَـرَتْ مـيـاهُ النَّـهـَرِ

فانتَعـشَتْ أشجارُهـمْ**وانـتصـَبتْ في صَعـَرِ

وأوْرَقـتْ أغـصـانـُها**وافْـتـَرَّ ثـغْـرُ الزَّهَـرِ

فـراحَ كُــلّ ُواحــدٍ**يـَسْعـى لنَـْيـلِ الوَطـــرِ

مُـبـدِّداً أمــوالــَه ** فـي نـشـوةِ المـنـتصِرِ

سـروالـُه فـي لـندنٍ** وثـوبـُه فـي المـَجـَرِ

ولا يـبـالـي بالـرَّدى**مـَنْ ذاق حُـلْـوَ الثَّـمَـرِ

فـي جـنّـة يـكون فـيــــهـا هـانـئـاً أوْ سـقَـــرِ

فـلَـوْنُـكِ الخـلاّبُ يَسْـري سـِحْـرُه فـي البشرِ

أحَـبَّـةٌ مـِنْ رحـمـة**أحـيـَيـْتِ بـالي الأثـــرِ

أم أنـتِ حـقـاً نـقـمةٌ** تـنـقـُضُ روحَ الوتَـرِ!

حـبّـةُ بُـرٍّ خَـنـَقـتْ** طـيـرَ سـُليمان البَـرِي

فـكيف ترجو رحمةً **من حَـبَّة المُسْـتَـثْمِرِ!3393 بهجت عباس

بهجت في صيدليته في تورنتو

***

د. بهجت عباس

حزيران 1999

............................

من كتاب

John Molyneux and Marilyn MacKenzie ” World Prospects 1994

في نصوص اليوم