نصوص أدبية

عدنان البلداوي: يا مالئ الدنيا

لَــمّا انْـتَـقَـيْـتَ الــقوافي كُــنتَ فـارِسَـهـا

في النّسْجِ حتى زَهَتْ في الوصفِ أجْواءُ

*

روافِـدُ الــتٍـبْـرِ، مِـن يـنبوعِكَ انـبَثَـقـتْ

لــلـقــلـــب نــورٌ .... ولـلـظــمآن إرْواءُ

*

يا مالئ الدنيا، فــي سِحـْـر البــيان وقـد

شــــاعـَـتْ بــنــهـجـِـك، اخــبارٌ وأنْـباءُ

*

وَظَّــفْـتَ، مِـن مُعجم الألفاظِ ما نَدَرَتْ

ايـْــقَــظْتَ فـي ذِكْــرِها مَــنْ فـيه إغْـفاءُ

*

(انـامُ مِــلءَ جــفـونــي عن شـوارِدِها)

أجـَـلْ ....لــهـا أنـتَ، والإبــداعُ آلاءُ

*

إنّ انــسجــامَ الــمعاني، في صياغـتـِها

مِــثــلُ الــقِــلادَةِ، رَصْفُ الــدّرِ إيــماءُ

*

سُــمْــرُ الــقَنا مَضْربُ الأمثالِ صَوْلتُهـا

وفــــي هِــجــائـكَ، لــلأضْــدادِ إدمـاءُ

*

ذو الـعقـل، إنْ بـَـلَغ َالنـبوغُ بــه العُلا

فَــحِــكْـمَةُ الـرأي، تـوثــيــقٌ وإدلاءُ

*

(وما انــتـفاعُ أخي الــدنـيا بـناظِـرِه)

إن كــان فــي القـلب عـيـنٌ مسّهـا داءُ

*

بـَـلَغـْـتَ فـــي حِكْمَة الأشــعار مَرتَبةً

أرّخْــتَ مَــجْـدا، بــه الأهدافُ عَلياءُ

*

(أنا الـذي نظرَ الأعـمى الى أدبي)

أعليْتَ نـفسَكَ، حـيثُ الحَرفُ إعلاءُ

*

مُــذْ جالَ فــيك شُــعورُ العَـزْمِ مُتّـقِدا

الســــيفُ مُـنـصَقـِلٌ، والشِعرُ إرسـاءُ

*

إمـارةُ المُـلْـكِ، كُـرسيٌّ قـوائـمُهُ

تـنهارُ إنْ عَـصَـفَـتْ بالمُلك أهْـواءُ

*

أمّا المواهبُ، في سِـفْـر العلوم لها

دوماَ حضورٌ، بــه الإبداع مِعطاءُ

*

عَـيـنُ الـجّـمـالِ تـباهَـتْ أنّ مُـقْـلـتَهـا

تـرنو قــوافـيكَ، والإبــداعُ إثــراءُ

*

بَلـغْــتَ في مفردات الشعـر أنْـدَرَهـا

حــتى أصابَ قريـضَ الـقــوم إعـياءُ

*

(الــخـيلُ واللـيلُ والبــيداءُ تعرفني)

أعـــلنـْـتَ فيــهـا مَـسيراً، فيه إحماءُ

*

وقـيل للمَجـد: مَـنْ تَـهـوى مُصاحَـبَةً

أشــارَ صوْبَـكَ، والـتّعـيـيـنُ إرضـاءُ

*

أبـَـيْــتَ أنْ تُـنـشِـدَ الممدوحَ مُنـتَـصِبا

حتى اسْتَـويتَ جُـلوسا ً، لا كما شاؤوا

*

يــبـقى السـُّـموُ بِعِـزّ النـفس مُـؤتـلقاً

لا فــي الــمظاهر، أوْ مــا جـادَ آباءُ

*

يا مُـودِعـاً ، في ثنايا القلب سِـيرَتـَه

عـلى خُـطاكَ، لنا فـي الشعرِ إسْراءُ

***

(من البسيط)

شعر عدنان عبد النبي البلداوي

في نصوص اليوم