نصوص أدبية

سعد جاسم: سباعية الدم والدموع

1ـ طاغية في مقبرة جماعية

في الطريقِ الى الله

رأيتُ كلَّ شيءٍ،

إلّا وجهَ ذاكَ الطاغيةِ الناقصِ

الذي كانَ يعتقدُ

وربَّما يتوهّمُ

إنَّهُ خليفتهُ

على هذهِ الأرضِ الصغيرة

التي حتماً

سنرثُها نحنُ

لتكونَ فيها

قيامتَنا الأخيرة

أو مقبرتَنا الجماعية

*

2ـ مواعيد المسرّات والأسرار

المواعيدُ …

مباهجُ وأسرارٌ ومسرّاتْ

المواعيدُ …

بساتينٌ مُكتظّةٌ بفاكهةِ الرغباتْ

المواعيدُ …

جنائنُ عشقٍ وجنونٍ ومواويلْ

المواعيدُ

غاباتٌ غامضةٌ

وعناقيدٌ ناضجةٌ

ومواسمُ للقبُلِ الشهيّةُ

التي نقطفُها

نحنُ العشّاقُ المرحونَ

وتقتنصُها العاشقاتُ الشبقاتِ

في كلِّ الأوقاتْ

ويقتنصُها الشعراءُ المجانين

والفتيانُ المشاغبونَ

في البيوتِ والسطوحِ

والأعيادِ بطقوسِها

وعوالمِها وأسرارِها

وأمكنتها ومسرّاتِها

التي تسرقُ النومَ

من أجفانِنا المتلذذةِ

بهذا السهاد الجميل

وبفراشاتِ النعاسِ

التي تغمرُنا بالكحلِ

والعطرِ والرحيقْ

*

3ـ غابة في ورقة

بكتِ الورقة

حينَ جاءَ الخريفُ

إجتاحَها …

وصيَّرَها …

غابةً مُحترقة

*

4ـ رسائل الدم والدموع

الرسائلُ القديمة

التي كُنّا نكتبُها لأمهاتِنا وحبيباتِنا

في أزمنةِ الحروب

الآنَ بدأتْ تصلُنا مُلطَّخةً

بالدمِ

والدموعِ

والحنينْ

*

5ـ بعوضة مسكينة

هلِ اللهُ يتلذذُ

بتعذيبِ الفقراءِ

بالأمراضِ والأوبئةِ والمجاعاتْ

بالزلازل والفيضاناتِ والحروبِ

حتى يُرينا قدرتَهُ الربانية؟

أَمْ أَنَّهُ في الحقيقة

لا يستحي أَنْ يضربَ مثلاً

بكلِّ هذا ...

كما فعلَها في وقتٍ سابق

مع بعوضةٍ مسكينة؟

*

6ـ فراشةُ حُب وضوء

يتبعُني ظلُّكِ

يا فراشةَ الضوءِ

وشمعةَ الأَحلامْ

وكلَّما أَردتُ أَنْ ألْمَسَكِ

أَضيعُ في متاهةِ الدهشةِ والغوايةِ

وفي دمي تشتعلُ القصيدة

*

7ـ لا أعرف للخوف أبجدية

وحيدٌ انا الآنَ

في عاصفةٍ بيضاءْ

بردٌ ارعن

مطرٌ مجنون

وثلوجٌ حمقاء

وانا برغمِ المنفى الغامضِ

والفادحِ والمجهول

والغربةِ السوداء

في البلادِ الغريبة

لا أعرفُ للخوفِ شكلاً

ولا أبجدية مشروطة

ولا أعرفُ لليأسِ معنى

ولا أنحني للزمنِ الثقييييل

وها أنا الآن أمشي

بعيداً بعيداااااااااا

وها أنا الآنَ أمضي

عميقاً عميقااااا

في هذهِ المتاهةِ

الرماديةِ الغامضة

المدى الكوني أفقي

وبلاديَ السمراءُ أغنيتي

وحلمي المستحيلْ

***

سعد جاسم

في نصوص اليوم