نصوص أدبية

سعد جاسم: في مثلِ هذهِ الأَزمنةِ بالضَبْط

في أَزمنةِ الحروبِ

والأَوبئةِ والخرابِ

يَكْثرُ القتلةُ واللصوص

والفقراء والمجانينُ

والشعراء المداحون

والمتثاقفون المرتزقة

وكُتّاب التقاريرِ الرخيصة

والمُخبرونَ المجانيّونْ

والمتشاعراتُ والردّاحاتُ

والمتشاعرونَ والطارئونْ

وتكثرُ بناتُ الليل

ونساءُ المتعة

ومجاهداتُ النكاح

وبائعاتُ الهوى والهواءْ

والغلمانُ المثليونْ

والقَوّاداتُ والقوادونْ

والصبيّاتُ اللعوباتْ

والصبيانُ النزقونْ

والمهرجونْ والغانياتْ

والصعاليكُ الشحاذونْ

والبناتُ المهووساتْ

والادعياءُ والطارئونْ

والاغبياءُ والسفهاءْ

والعملاءْ والخونةُ

حدَّ التفاهةِ والجنونْ

ويكثرُ أيضاً

تجارُ الدينِ والسياسة

والمالِ والجنسِ والافيون

والحروب العبثية

والحروب الفنطازية

والحروب الوطنية

ويكثرُ الذين هم صمُّ بكمٌ عميٌ

ولا شيء يعرفونْ

ويكثرُ الظلاميون

والطغاة والطائفيون

والشياطين والذئاب

والافاعي والثعالب

والغزاة الدمويون

* يمكنكم الأن:

أن تضيفوا ماتشاؤون

من الأشياء العجيبة

والغريبة والرهيبة

والتي توجعُ القلوب

والتي ترعب الناسَ

والمدائنَ والدروبْ

آآ آآ آآهِ ايها الزمن الخؤونْ

آآ آآ آآ آآهِ أيها الوطن المسكونْ

باللعناتِ والقُساةِ والجناةِ والزناةْ

والذين يزنونَ باللهِ والارضِ والحياةْ

وينهبونَ ويُتاجرونَ ويقامرونْ

بالوطنِ الحزينِ والوحيدِ

والمريضِ والتعيسِ والحنونْ

والمجنونِ والمحزونِ والملعونْ

والذي لايريدونَهُ أن يكونْ

فكيفَ يُمكن أنْ ينهضَ من خرابهِ

هذا الطائرُ المظلومُ والمكسورُ

والمغدورُ والمذبوحُ والمدفونْ

في هاويةِ الغيابِ والخرابِ والجنونْ؟

كيفَ؟ ومتى؟ وهلْ ...يُمكنُ أنْ يكونْ؟

ونحنُ لنْ ننقذهْ

ونحنُ لنْ نحملهْ

ونحنُ لنْ نُشفيهْ

ونحنُ لنْ نَحْميهْ

ونحنُ مَنْ خرَّبَهْ

ونحنُ مَنْ ضيَّعَهْ

ونحنُ مَنْ نَدّعيْ

بأننا بابليونْ

وأننا سومريونْ

وأننا آشوريونْ

وأننا أَكديونْ

وأننا سِنّيونْ

وأننا شِيعيونْ

وأننا مسيحيونْ

وأننا صابئيونْ

وإننا كرديونْ

وتركمانيونْ

وسيريانيون

وأننا شيوعيونْ

وأننا بعثيونْ

وأننا إسلاميونْ

واننا مُخْلصونْ

وأننا وطنيونْ

وأننا

وأننا

وأننا عراقيونْ

فَهلْ نحنُ حقاً :

عراقيونْ؟

يااللللللهْ ... ياربّااااااهْ

هَلْ نحنُ:

عراااااااااااااااااقيونْ؟

أَنا أَشكُّ وأَشكُّ وأَشكُّ

وليقولوا... ما يقولونْ:

فليقولوا بأَنني خائنٌ وكافرٌ

وملحدٌ وسافلٌ وناقصٌ ومجنونْ

نعم ... أنا مجنوووووووونْ

بحُبِّ بلادي أَنا مجنووونْ

وبحبِّ شعبي وأَهلي

أَنا مجنووونْ

ومجنون بحُبِّكَ ياوطني

مجنووووونٌ ... أنا ... مجنووووونْ

م

ج

ن

و

و

و

و

و

و

و

نْ

***

سعد جاسم

 

في نصوص اليوم