نصوص أدبية

عبد الله الجميل: مَرثيَّةٌ إلى محاربي السرطانِ

أنا أذوي كما تذوي نباتاتُ البيوتْ،

برَغمِ الدِّفءِ والسُّقيا،

برغمِ الضوءِ مُنساباً من الشُّبَّاكْ،

برغمِ حنانِ أُمِّ البيتِ تقلَعُ عنّيَ الأشواكْ،

ولكنّي أنا أذوي،

وتسقطُ منيَ الأوراقْ،

كمثلِ مدامعِ العشاقْ،

أحبُّوا بعضَهم بعضاً،

وماتوا دونما لُقيا،

أنا أذوي،

***

أنا أذوي،

ولستُ الآنَ مُهتمَّاً لأعرِفَ ما هيَ الأسبابْ،

فأحياناً يكونُ الصمتُ مِفتاحاً لألفِ جوابْ،

رَضِيتُ وقلتُ فلْأصبِرْ،

لعلَّ الصبحَ قد يُسفِرْ،

وطالَ الليلُ جاءَ الصبحْ،

ومِلْءَ الكونِ كانَ الجرحْ،

أنا أذوي،

***

أنا أذوي،

ولستُ بخائفٍ قلِقٍ إلى ماذا أنا سأصيرْ،

رمادُ النارِ مُرتاحٌ ولا تُذكيهِ ريحُ هجيرْ،

فضولٌ ظلَّ يسكنُني لِأعرِفَ كلَّ من خُلِقوا،

وعاشوا فوقَ هذي الأرضْ،

وبي شوقٌ لكي ألقى،

رسولَ (اللهِ) عندَ الحوضْ،

أنا أذوي،

***

أنا أذوي،

قطارُ الموتِ يأتينا بلا موعِدْ،

يقصُّ لنا تذاكرَهُ ولكنْ دونما رجعةْ،

حقائبُنا هيَ الأجسادُ عاريةً،

ووِجهتُنا بلادُ الحُلْمِ،

خلفَ الغيمِ،

خلفَ الشمسِ،

خلفِ عوالمِ الرؤيا،

أنا أذوي،

***

د. عبد الله سرمد الجميل - شاعر وطبيب من العراق

في نصوص اليوم