نصوص أدبية

جاسم الخالدي: في عيد ميلاد أمير المؤمنين

ها أنتَ تجْنِي ما زرعتَ وتحْصدُ

لا تدَّعي مجدًا، فمثلُكَ يُقصدُ

*

أنتَ المُؤمَّرُ مِنْ إلهٍ عادلٍ

عرشُ الإمامةِ خلفَ ظهرِكَ يُسندُ

*

يا أيُّها الرجلُ الذي لا ينْثنِي

إلَّا ويزهرُ حيدرٌ أو أحمدُ

*

مذْ أنْ تشرَّفتِ الخليقةُ حيثُ كا

نتْ فاطمٌ ترجو الإلهَ وتَنْشدُ

*

أشْرقتَ من خَلَلِ القداسةِ كوكبًا

للآنَ دريًّا يضيءُ فيُحمدُ

*

وحملتَ سيفَكَ مذْ عرفتَ أُوارها

وقضيتَ ما يُقضى وسيفُك أجردُ

*

عرَّيتَ شجعانًا، تهاوى مجدُهُمْ

هُزمُوا ولكنَّ الهزيمةَ تُحمدُ

*

أرْهبْتَهم حتَّى جعلتَ قلوبَهم

صرعى، وغيمةُ بأسِ سيفِكَ تُرْعِدُ

*

لمَّا دعاكَ اللهُ لبَّيتَ الندا

ورَكبتَ مرْكَبَ صعْبِها كي يُسْعِدوا

*

وخرجتَ أنتَ وذو الفقارِ بغايةٍ

إختارَها الفردُ العظيمُ الأوحدُ

*

لم تبلغِ السِّنَّ الرشيدَ ولم تزلْ

غضَّ الحمائلِ، ليسَ مثلُكَ يُجهَدُ

*

فحملتَ بابًا لا يقومُ بحملهِ

إلَّا أخو سيفٍ يكرُّ ويَزْبدُ

*

عجبًا لمن نكروا الإمامةَ وهْيَ فيْ

كَ تناسلتْ وبها المَلا تتعبدُ

*

لم يقرؤوا القرآنَ إلَّا ظاهرًا

زَهدُوا بما هو مُضْمرٌ ومُسدَّدٌ

*

ونَسوا بأنَّ اللهَ قالَ مُخاطِبًّا

يا ناس بعد محمَّدٍ له أخلدوا

*

وقَطعْتَ شوطًا في المدائن حاملاً

ما كان أوصى للأنامِ محمّدُ

*

جنْدلتَ مرحبَ وهو اسمٌ لامعٌ

وصَرعْتهُ والناسُ حولك تَشْهدُ

*

كنتَ ابن بجدتِها علوتَ على العُلا

ببلاغةٍ وفـصيحِ  قولٍ يُفردُ

*

أنتَ البليغُ وأنتَ كلُّ فصاحةٍ

نهجٌّ بلاغيٌّ وقولٌ سرمدُ

*

ظلموكَ كلَّ الظلمِ حتَّى أنَّهم

جعلوا سِبابكَ ديدنًا يترددُ

*

قتلوكَ في يومِ السقيفةِ، يشتكي

للآنَ، منها: مبغضٌ ومؤيَّدُ

*

وتوالتِ الضَّرباتُ حتَّى أنَّها

زادتْ عن الحدِّ الذي لا يُحمدُ

*

للآن ما زالوا على منوالهم

سبيٌّ وتهجير وحقد أسودُ

*

ونسوا بأنَّك مذْ ولدتْ موحِدًا

وبأنَّ مثلك، لا يموت، مخلدُ

***

د. جاسم الخالدي

في نصوص اليوم