نصوص أدبية

زياد السامرائي: سؤال الغول

ألمسُ النهار

وأنتِ فيه الحرير

منه تومضُ ضواحي القلب

تتبلّل حماماته البريّة

قبل أن تطير.

هذا الرأس

بيت العواصف

حارس الشهقات

لا تولد فيه سوى قبلات

تنقذُ الحبّ من الأسر

كلما تأرجحتْ ناره

بين زنازين ثدييكِ النهرين

*

عدتُ إليكِ

لباحة التوت والقرنفل واللوز

أجدفُ فيها

ولا مِنْ فاكهة أعصر ريقها

لتصير بحيرة من لهبٍ

*

لتكتب الغابة عن هذي الطينة

قبل أن يجفّ فانوسي

قبل أن تحترق الظهيرة

وتتحول القصيدة إلى تابوتٍ

إلى امرأة بحلمة ورديّة واحدة

تذوب اشتهاءً

من سؤالي الأخير

كم مرّة اصطادتْ ثيابكِ هذا الغول؟

وخلّفتْ قطرات خائفة

تتجول في الزمهرير

*

اجعليني أتعلّقُ بكِ

كالحروفِ بالمحبرة

لأشاهد ميلادكِ، هجركِ، موتكِ

حتى يعلو بساطكِ السحريّ بي

أطوف جسد العالم العاري

أزجُّ بألف موت غادر هذا الرثاء الباكر

دون أنْ يفيق

*

ها أنا ذا عالقٌ في اللّحن

يدي بين سنبلة الشوق

وليل غامض التفاصيل

ينساب على كتفي... شعركِ الديجور

يزجرني ... أتمتم غيمة غيمة

فيخفقُ مرتبكا قلبي لهذا الانتقام

هذا ما قالته حكاية الأمس

مجرد خيال شيخوخة مرّت بالظلال

أرشديني لو كان رأس الشقاوة مني

هذا الشِعر البالي

أنا لم أقتفي أثره

هو من مشّط قاموس أحجاري

فمشيتُ بلا خُضرة

أزيّن عنق موجة

وعدتني بالولائم والغزلان

*

خذيني نصفا

ولا تُبقي مني النصف في بلادي

*

الآن وقد انسكبَ هذا الجُرح

لؤلؤة قادرة على اللّمعان

تصفرُ

حتى اتسع طيرانه بالدموع

*

اكويني ببهجةٍ صافية السماء

وافصحي عن فوهة جحيمي

برّاقة هي شرارات العزلة

كلما غُمّستْ النظرات بالآهِ

يا ياقوتة أحلامي الطريّة

حين أسكن سرابها

تفيض انوثتها ماءً وخبزا

*

كنت في النار عنوة

عند منعطف قدميها

وما من أحدٍ يصبُّ عليّ آية إبراهيم

أو ينجي مني هذا الوريد

*

ما زال العناق يملأ فاجعتي

يبلغ حقلا من صراخ أبدي

فاض جنوب ذاكرتي

***

زياد السامرائي

في نصوص اليوم