نصوص أدبية

سعد جاسم: ايقونة بلا تمثال

الى روح زها حديد

هذا فقطْ …

تصميمٌ على الورق

ليسَ لهُ أَي وجودٍ

أو حضورٍ شاخصٍ

لا في بغداد الحزينة

ولا في “ بابل “ المهجورة

لا في “ نينوى “ المنهوبة

ولا في “ نفّر “ المنسية

لا في “ اوروك " المُحتلَّة ،

ولا حتى في “ فلوريدا “ المُحتالة

التي إختطفتْ قلبَها الرهيفَ

لأسبابٍ كانتْ ومازالتْ غامضة ً

حدَّ الحيرةِ والدهشةِ والذهولٌ

*

إنَّهُ مُجرَّدُ “ ماكيتٍ “ ورقيٍّ

ابتكرتْهُ مُخيَّلةُ مواطنٍ

عراقيِّ الأصلِ والطينِ والضمير

وكونيّ الجنسيّةِ والمشاعرِ والرؤى

والذكاءِ الإصطناعي

*

ثَمَّةُ فكرةٌ وهاجسٌ ورؤيةٌ

صارتْ تُراودُ هذا الكائن

كي يُنجز حلماً

أُصبحَ يسكنُهُ

في لياليهِ الثقيلةِ

وفي نهاراتِه الضاجَّةِ

بالتفاصيلِ والمشاغلِ

والأهواءِ والجنونْ ،

حيثُ أنَّ فكرة هذا العراقي الشريف

هي أنْ تُساعدَهُ الأُمّةُ العراقيةُ

بتنفيذ تصميمهِ

و " ماكيتهِ " الباذخ

ليكونَ نصباً وتمثالاً هائلاً

يليقُ بسيدةِ العمارة والجمال

لكنَّ المُحزنَ والمؤسفَ

في الحكاية والحلمِ والحقيقةِ

هوَ أنّ الجميعَ

قَدْ سخروا من حُلمِهِ

وإستهزأوا بفكرتِهِ

ومن ثمَّ هوَ وهاجسهُ

طردووووووووووووهْ

*

يااااااه كم هو مُخجلٌ

حال الذينَ يستكثرونَ

إقامةَ تمثالٍ فارعٍ

يليقُ بإيقونةٍ خالدةٍ

هيَ زها حديدْ

***

سعد جاسم -  اوتاوا

في ٧-١٠-٢٠٢٣

 

في نصوص اليوم