نصوص أدبية

محمد الدرقاوي: طفلتي تتحرش بي

لا اعرف حتى هذه اللحظة من كانت مع زوجي في بيتنا.. وكيف اقنع زوجي السعدية قريبته بزيارة أمها المريضة حتى تترك البيت وهومن كان يمنعها من قبل لما يعرفه عن الام من ميوعة وسوء خلق ولها يظهر كراهية قوية  حتى أنه كان لا يتوانى في تبليغ بنتها بما تقوم به دون علم زوجها..

ماذا رات ريهام بنتي ذات السنتين حتى صارت تتقمص ما شاهدت فتشخصه على وسادة سريري: تقبل الوسادة ، تتلفظ بنصف كلمة: أحبك (بك)، تريد أن تخلع ثيابها، بل صارت حين تجلس الى جانبي تقبل ساقي وتعض أصابع قدمي

كأنها تتحرش بي..

السعدية تقول:

- ابن عمي اغراني بكلمات واخافني من عاقبة سوء الخاتمة:

-كيفما كان الحال فهي أمك ويلزمك عيادتها قبل أن تموت وهي عنك غاضبة

- لكنك يا ابن العم انت من كرهتني فيها لافعالها التي كنت تقول عنها:

 "هيهات ان يغفر لها الله على ما اقترفت.. ما ذنب ابيك الذي سترها ولمها من براثن التسول بان تطعنه في ظهره..

لم أجد أمي في البيت عند زيارتها  بعد إلحاح من ابن عمي شديد ، بل صادفتها في الطريق وهي عائدة، لم يكن محياها يدل على مرض أو حتى اثر من عياء بل كانت تتبختر بانتشاء في كامل زينتها كأنها تحيا لحظة سحرية تلفها في متعة بصمام أمان تتقدمها مواكب من عطر نسماته لم تكن عني غريبة..

حين سألتها: أين كنت؟ استغربت وهي تفجر ضحكات ماجنات:

 - أين كنت ُ؟.. في عيادة طبيب، لماذا السؤال..

- أخبروني أنك جد مريضة !!..

- كنت وصحيت والطبيب طمأنني على سلامة بدني..

بعد حديث قصير مع السعدية أدركت منه ما ادركت،شرعت اتابع زوجي بانتباه ومراقبة ؛ أن تشاركنى امرأة أخرى سرير نومي فهذا ما لا يمكن القبول به، أعرف أن زوجي ثعلب ماكر،والدناءة ليست غريبة على رجل تغيرت أحواله بعد سنتين من زواجنا وصار مظهره يناقض سريرته..  حين سألته عن عودته المبكرة الى البيت من عمله أول أمس رد علي بانتباه ودقة:

طبعا عدت،ألم تخبرك السعدية أني من بقيت مع ريهام حين أبلغوني أن أم السعدية مريضة في حالة مستعصية؟

من طبعي ألا أتعجل إصدار الأحكام فيكفيني وقعة السقوط في حبه بعد أن اوهمني حرصه علي وعلى مصالحي عساه يرد نزرا مما ناله من أبي.. 

كنت أتعمد ترك ريهام تلاعب اباها في حضوري حتى أرى ردة الفعل من الجانبين..

صارت ريهام تحذر الاقتراب من أبيها وهذا سلوك جديد من قبلها، هل هو خوف أم كراهية؟ لا ادري..  بسرعة كانت ترتمي بين أحضاني وتظل تقبلني وتقول:"بك بك " تكررها كثيرا وعيناها ترنوان لأبيها، كأنها تبلغ عنه أو تشكوه لي..

كانت عيونه تتصوب اليها وكأنه يحذرها، أخطف نظرة اليه واعانق ريهام ابادلها القبل..

وأتاني الحل هدية من السعدية قريبة زوجي..

أكثر من ثلاثة أيام ونسمات العطر التي اخترقت خياشمي تقمطني بشك،

ضاعف من شكي الطريقة التي هول بها ابن عمي مرض أمي بما يتجاوز المبالغة الى التحذير وسوء الخاتمة، ثم اني لما عدت الى البيت وجدت قنينة عطرك بعيدة عن مكانها المعتاد، فأمي ليس في مقدورها أن تقتني عطرا كعطرك بل لا يمكن أن يرقى ذوقها اليه الا أن يكون هدية من عاشق سبق ان رافقها ولن يصل العاشق المرافق الى ذوق او غنى يمكنه من هدية كعطرك..  رغم جمال أمي وشبابها فلا يرافقها الا من هم في مستوى متدن اجتماعيا ..

المختارابن الدوار كان صديق طفولتي تعلم وصار تقنيا كهربائيا ، يدعي تعلقه بي هو من أخبرني أن أمي قد بالغت في الخروج يوميا وقد اقتفى اثرها يوما فوجدها تدخل شقة في عمارة جديدة البناء في حي صارتابعا للمنطقة الحضارية، لم يكتف بذلك بل استطاع أن يأخذ صورا للرجل صاحب الشقة ولامي.. "

عرفت الحقيقة فصرت أنا من يراقب زوجي وله اقتفي بأثر الى أن ضبطته بنفسي.. لما انفضحت زلته في البيت أعد وكرا بعيدا عن الأنظار؛ سرق مما تم ائتمانه عليه ليشتري لأم السعدية شقة لقاءات الهوى المحرم..

كيف وقع هذا ومتى؟ وماذا وجد في أم السعدية لم أحققه له؟

بدم بارد ابلغت الشرطة فرصدته وعليه ألقت القبض في لحظة متعة مع عشيقة السوء، ثم اصررت عند المحاكمة على الطلاق وعدم التنازل لزوجي المنافق والذي كان مظهره عكس حقيقته ؛ لم يستحي حتى من طفلته الصغيرة وقد أدركت سبب سلوكاتها البريئة، كما حرضت السعدية اباها حتى لا يتنازل لامها وكانت النتيجة ثلاث سنوات سجنا لهما..

ادركت أخيرا أن كل ثورلا يحرث الا مع قرينه وان الانثى مهما تعلقت في حب فيلزمها أن تبحث عن العروق الأصيلة قبل أن تغرق في نفس خبيثة لا تسعد الا اذا اساءت لمن أحسن اليها و مهما تم تنظيفها وإستصلاحها من درن فهي حنين لمياه آسنة لا تهدأ الا اذا عادت للاغتسال بها.. 

***

محمد الدرقاوي - المغرب

في نصوص اليوم