نصوص أدبية

أريج محمد أحمد: دعوة للتحرر ...

لا أتفرس في الوجوه

ولا أمعن النظر في معالم الطريق

أحب أن يكون مروري في هذه الحياة

خفيفاً

لا أحب التعلق ولا أطيق ارتداء معالم الغير

لبعض الوقت

اتأسى معهم وأحاول تفكيك

تكشيرة تلازم أيامهم

أو

أفرح معهم

فقط

لأني أعرف تماماً

إن الفرح قليل

لا يحتمل

أن أقاسمهم لحظاته العابرة ...

*

أذكر إنني عندما تعلمت

انه بالإمكان أن تعشق مدينة

وتحملها في داخلك

بشوارعها ورائحتها

بلياليها وبرد تشرين

بنهاراتها وعبق الياسمين في حزيران

سرقتها مني الحرب

ودعتها ومازلت

اتمشى في شوارعها بداخلي

خفية مني

ومن الوعد الذي قطعته ...

*

كل المدن بعيدة عنا

بمقدار خيانة

أو حرب

بمقدار جوع

أو قهر

وأسى البعاد يكبر

باقترابنا منها وهي التي تغربنا أكثر

اذ لا مفر من البقاء ...

*

لا تفكروا كالشعراء

ولا تعولوا كثيراً

على الارتباط

تعلموا التحرر من كل شيء

اليوم هنا

وغدا هناك

لافرق

سنلتقي وجوهاً أخرى

وسنمتطي شوارعاً أخرى

من دون أوجاع

أو ذكريات

سنكتب قصائدَ

جديدة على صفحات الهواء

يتردد صداها في البعيد

ربما ستسمعها مدينةٌ ما

وتذكرنا

تذكر

كم مرة بكينا وضحكنا

على أبواب فصولها

كم مرة رقصنا عراة

على مرأى من

حضنها الوثير

وتمنعت وسلمتنا

للاشتياق

فإن لم تفعل

ولن تفعل

ستدركنا الفجيعة

كم كُنا أغبياء ...

***

أريج محمدأحمد - السودان

17/7/2022

 

في نصوص اليوم