نصوص أدبية

بهجت عباس: أنشودة سياسيِّ العهد الجديد

لا تلوموني إذا هاجت جنـوني

بعد هذا الظفـرِ

كنتُ محرومـاً ولم تغمُضْ عيوني

يا لَطـولِ السَّـهـرِ

قد نصبتُ الدين شَـركاً بفنـونِ

مـنْ دهـاء الفِكَـرِ

فلقد أبدلـتُ دنيــاي بديــنـي

بعد جَنْـيِ الثّمــرِ

إنَّ هذا الغفـلَ شعبي تبِعــوني

في دجى معتكر

وهُــمُ مـنْ جهلـهمْ قد حَسِبـوني

منْ دعاةٍ غُـرَرِ

وأنا الغارق دومـاً في شؤوني

في التقاط الدررِ

فغليلي ليس يَروى مِـنْ عيونِ

ماؤهـا في نـزرِ

فدعوني أشفط السّحتَ دعـوني

ولأكُـنْ في سقـرِ

وإذا ما شئتمُ أن تشتمـوني

فافعلوا في حذرِ

أنتمُ إنْ تفهمـوني، تجدونـي

دمـيـةً من حجـرِ

2

إنّ روحي هي خضراءُ كخضراءِ الدِّمَنْ

إنّ قلبي جَذلٌ كالطير غرّيدٌ على كلّ فَننْ

وطموحي! آهِ ما أدراكَ في هذا الزمنْ!

عندما يُذبح طفلٌ ذاك تضميد جروحي

عندما يُنحـَرُ شيخٌ فهو تعزيزُ طموحي

عندما يُهدم بيت ذاك تشييد صروحي

وإذا ما دنِّسوا الأرض، فلنْ تدمى قروحي

أمنياتي، آهِ ، أن أبقــى رئيساً للوطنْ

لا أبالي:

وقِحٌ إنْ قيل عنّي أمْ حرامي ذو فِطنْ

3

صلّى وصام ولفلفـا ** قرأ الكتاب وحرّفا

وسعى بشوق عارم**ما بين مروة والصفا

سكب الدموع على الـ خدود تملّـقـاً وتزلّفا

متـرنِّحاً مُترنِّما**والمال في الغيب اختفى

يا ويله لمّا غـفـا** نكث العهود وما وفى

هذا الغلام المجتبى**باع الضَّميرَ وزيّفـا

***

د. بهجت عباس

في نصوص اليوم