نصوص أدبية

عبد الناصر عليوي: الفصام

الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ

فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ

*

وتــبيعُ  نــفسَك بــالرَّخيصِ كــسلعةٍ

هـــلْ  فــادكَ الــخلَّانُ والأصــحابُ

*

إن  لــمْ تــقلْ خــيراً فصمتُكَ واجبٌ

فالصمتُ في عُرفِ الضّعيفِ جوابٌ

*

والــزَمْ حــدودَكَ حينَ تختلطُ الرؤى

فــالــمرءُ إنْ لـــزِمَ الــحدودَ يُــهابُ

*

إنَّ  الــحــقيقةَ  مـــرّةٌ فـــي طــعِمها

والــمرُّ  قــد تــشفى بــهِ الأوصــابُ

*

قُـــلْ  لــلــذينَ خــســيسةٌ أفــعــالهمْ

لا  الــمــالُ يــرفعُهمْ ولا الأحــسابُ

*

شــيخُ  الــثعالبِ كــانَ يَــخطِبُ مرَّةً

والــفــخرُ مـــن كــلــماتِهِ يــنــسابُ

*

نَــصَتَ الــجميعُ إلــى كلامِ زعيمِهمْ

عَــنَــتِ  الــوجوهُ ومــالتِ الأذنــابُ

*

غَــنّى لــهُ الــشعراءُ ألــفَ قــصيدةٍ

وتــــفــنَّــنَ  الأدبــــاءُ  والــكــتــابُ

*

فــتــوهَّمَ الــمــسكينُ أنّـــهُ ضَــيــغمُ

أو  أنّــــهُ  نَــــمِــرٌ  لــــهُ أنــــيــابُ

*

فــغــزا عــلى قــومٍ بــعُقْرِ ديــارِهمْ

فـــي  الــحيِّ يــوجدُ فــتيةٌ وكــلابُ

*

هــرعَتْ كــلابُ الحيِّ تركضُ خلفَهُ

وتَــنــالُ مــنــهُ حــجــارةٌ وحــرابُ

*

ضــاقتْ بــهِ الأرضُ الــفسيحةُ كلُّها

وأمــامَــهُ  قـــد  سُـــدَّتِ  الأبـــوابُ

*

وغــدا صــريــعاً في العـراءِ ممزقاً

دودٌ  تـــربَّـــع  فــــوقَــهُ  وذبــــابُ

*

هـــذا  الــجزاءُ لــمنْ تــغيّبَ عــقلُهُ

او  كــانَ في مرضِ الفصامِ مُصابُ

***

عــبــد الناصر عــلــيوي الــعــبيدي

في نصوص اليوم