نصوص أدبية

عادل الحنظل: تنهيدات

ماذا لو كنتَ في السَبعين

تخُطُّ مساراتِكَ في الجِهاتِ الأربَع

لا زلتَ الفتىٰ الذي امتٰطىٰ بقايا حائطِ الطين

يَسوقُها نحوَ أحلامهِ النَديّة

شَرِبتَ من جَرّةِ الطلْع

كيفَ لكَ ألّا تعُود

سنينُك التي بَعْثَرْتَها كلاعبِ القِمار

يَجمَعُها أخيراً ذلكَ النهرُ الصَغير

النهرُ الذي علّمكَ العَوْمَ  في الرابعَة

لازالَ شِرياناً

ينبُضُ بينَ صَدغَيك

كلّما أرخيتَ رأسَكَ في إغفاءةِ  يأس

أخبَروكَ النهرُ جَفّ

هَوَتْ على ضِفافهِ النَخيل

حَلّتْ على شاطئيهِ لَعنةُ الرَحيل

لا تحزَن

سيَبقى كما الأنساغُ يَجري فيك

**

2

بابَ سُليمان

الصورُ التي تمسّكّتْ بالذاكرة

تطوفُ كالحورياتِ في آخرِ الطَريق

الداليةُ التي راوَغَتْ هَجيرَ الشَمس

الدلوُ الذي تحَجّبَ بالصَفصاف

سيماءُ كفّي على نَخلةِ الليلوي

وأوجهٌ توارى خلفَها الزَمان

البُلبلُ الذي تلَقّطَ قطرَةً من نَهرِك

كانَ صاحبي

أخشابُ جسرِكَ المَرصوفةُ كالأسنان

عبَرتُها كطائرٍ يستَنشِقُ الماء

لم ترَ ظهري الذي تقَوّسَ بَعيداً عنك

معَ ذلك .. تَحَلّقَ عُمري حَولك

لم نفتَرِق

حبلُ مَشيمَتي

تُمسِكُ طَرْفَهُ جَدّتي

تَرقَبُ تحتَ رَملِ الزُبَير

في انتظارِ أيمنِ الخدّ

يَؤمُّ حَضرةَ البَصري

**

عادل الحنظل

 

في نصوص اليوم