نصوص أدبية

محمد عجرودي: لَو كُنت هَذَا.. لَتَغَيَّرَ شَكْلُ العَالَمِ

آهْ يَا أَصْدِقَائِي:

لَوْ كُنْتُ زُورْبَا...

لَرَقَصْتُ حَتَّى الصَّبَاحِ

وَلَزُرْتُ كُلَّ مَرَافِئِ الدُّنْيَا

لِأَسْتَلَّ مِنْ كُلِّ الصَّدَفَاتِ لُؤْلُؤَةً

هَدِيَّةً لَكُمْ...

لِأُخَفِّفَ عَنْ هَذِهِ الأَرْضِ بَعْضَ الصَّدَمَاتِ...

*

آهْ، وَلَوْ كُنْتُ اثْنَيْنِ:

وَاحِدٌ هُنَا، يُعِدُّ لِصِغَارِهِ خُبْزًا وَحِكَايَةً لِلْمَسَاءِ

وَالآخَرُ هُنَاكَ يُلَاحِقُ الذِّكْرَيَاتِ...

*

آهْ يَا أَصْدِقَائِي:

لَوْ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الطُّوفَانِ لَغَيَّرْتُ اتِّجَاهَ الرِّيحِ...

وَأَغْرَقْتُ كُلَّ الأَشْرَارِ

لِأُخْبِرَكُمْ يَا أَصْدِقَائِي

بِكُلِّ أَسْرَارِهِمْ وَأَخْبَارِهِمْ

*

آهْ، لَوْ كُنْتُ فُرْشَاةً لَمَنَحْتُكُمْ

عَبْقَرِيَّةَ دَافِنشِي

وَأَزْرَقَ فَانْ غُوخْ

وَعَرَائِسَ بِيْكَاسُو

وَجُنُونَ دَالِي

وَأَسَاطِيرَ بَابِلْ

وَابْتِهَالَاتِ زَرَادَشْتْ

وَلَأَصْلَحْتُ أَنْفَ أَبِي الْهَوْلِ

وَرَفَعْتُ شَيْئًا مِنْ أَهْرَامِ الْجِيْزَةِ

وَلَتَرَكْتُ بَارِيسْ (فِي أُسْطُورَةِ طُرُوَادَة)

وَالْمَجْنُونْ

وَرُومِيُو

يَرْقُصُونَ مَعَ زُورْبَا رَقْصَةَ الْوَدَاعِ الأَخِيرِ...

وَلِوَحْدِهِمْ سَيَمُوتُونَ وُزَرَاءُ الْحَرْبِ غَبْنًا...

وَنَحْنُ يَا أَصْدِقَائِي

سَنَبْنِي خَيْمَةً عَلَى رَأْسِ التِّلَّةِ هُنَاكَ

لِكُلِّ الْعَاشِقِينَ...

وَنَدْعُو أَشِعَّةَ الشَّمْسِ لِتُعَزِّفَ لَنَا سِمْفُونِيَّةَ الأَطْلَسِ...

وَأُغْنِيَةَ الصَّبَاحِ لِفَيْرُوز

وَنَتْلُوَ قَصَائِدَ نِزَارْ...

وَكَلِمَاتِ مَحْمُودْ دَرْوِيشْ:

نُحِبُّ الْحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلًا...

*

آهْ لَوْ كُنْتُ اثْنَيْنِ:

الأَوَّلُ يُمْنَحُكُمُ السَّلَامَ وَالْحُبَّ

وَالثَّانِي يُنْصِبُ الْمَشَانِقَ لَهُمْ

فِي نَاغَازَاكِي

وَهِيرُوشِيمَا

وَهَانُوي

وَنَابْلُسْ

وَيَافَا

وَحَيْفَا

وَالْجَنُوبِ

وَفِي أَعْمَاقِ بَحْرِ غَزَّةَ

بَعْدَ حَرْقِ تِلْكَ السَّفِينَةِ الَّتِي أَتَتْ بِهِمْ إِلَى ذَاكِرَتِنَا

بَعْدَ الطُّوفَانِ

حِينَ تَرْسُو عَلَى الشَّاطِئِ... عِنْدَ الْمَرَافِئِ

سَأَسْتَلُّ لَكُمْ مِنْ الصَّدَفَاتِ لُؤْلُؤَةً أُهْدِيهَا لِأَطْفَالِكُمْ

لِكَيْ لَا يُصَابُوا مِثْلَنَا...

وَلِأُخَفِّفَ عَنْكُمْ بَعْضَ دَوَرَانِ الأَرْضِ

وَبَعْضَ الصَّدَمَاتِ...

وَإِنْ عَجَزْتُ نَفَخْتُ فِيهَا أَكْثَرَ

حَتَّى تَنْكَسِرَ...

أَوْ تَنْفَجِرَ...

*

آهْ، يَا أَصْدِقَائِي

***

م.عجرودي / بَارِيسْ

 2024

في نصوص اليوم